هُمْ ألفُ مليونٍ ولَكِنْ لَيْتَ لي … مِن كُلِّ ألفٍ واحدٌ إن فَاتُوا
يا ألفَ مليونٍ تَسَنَّمَ ظَهْرَه … الأوْغَادُ وا لأنْذَالُ والعَاهَاتُ
حَتَّامَ تَرْضَوْن الدناءَةَ والرَّدَى؟ … وإِلامَ هذا الذُّلُّ والإخْبَاتُ؟
لا خيرَ في عيشٍ بغيرِكرامةٍ … لا خيرَ في دُنْيَا بها أَقْتَاتُ
شَمَخَتْ فِرَاخُ البَغْيِ فوقَ رُؤوسِنا … وَلَهُمْ بِوَسْطِ جِباهِنا بَصَمَاتُ
سَخِرُوا من القرآنِ أيُّ مَهَانةٍ … خيرٌ لحُرٍّ دونَ ذاكَ مَمَاتُ
بَلْ صَوَّرُوا المُخْتارَ أقبحَ صُوْرَةٍ … أَوَّاهُ مِمَّا ضَمَّتِ الصَّفَحَاتُ
جَعَلُوهُ رَمْزًا للتَّخَلُّفِ والرَّدَى … شَتَمُوهُ حتى بُحَّتِ الأصْواتُ
وَعَلَى بَنِي الإسلامِ صَبُّوا حِقدَهمْ … غَزَوُا البلادَ وَهدَّدُوا بالنَّاتُو
والمسلمونَ عن المكائدِ غُيِّبُوا … الدينُ يَجْمَعُهُمْ وَهُمْ أشتاتُ
وحِمَاهُمُ كَلأٌ مُبَاحٌ للعِدَا … وَكَأنَّ حَقَّ حِماهمُ اللَّعَنَاتُ
جَالَ العدو به وصَالَ ولمْ يَجِدْ … إلاَّ الهَوَى والتيهُ والقَنَواتُ
بالأمسِ أفغانُ الكرامةِ دُمِّرَتْ … واليومَ بغدادٌ لَنَا وَفُرَاتُ
يا أمةَ الإسلامِ هَلْ مِنْ عَودَةٍ … عَجْلَى فما فَوْقَ الرُّفاتِ رُفَاتُ
هُبُّوا فدينُ اللهِ خَيْرُ تجارةٍ … أَمَّا الحُطامُ فَمَا عَليهِ فَوَاتُ
* * *