للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° بأبي وأمي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - .. والذي نفسي بيده هو أوْلى الناس بقول القائل:

زَمَانُكَ بُستانٌ وَعصْرُكَ أخضَرُ … وذكراكَ عصفور مِنَ القَلبِ يَنْقُرُ

دَخَلتَ على تاريخنَا ذاتَ لَيْلَة … فَرَائحَةُ التَّاريخ مِسْكٌ وعَنْبَرُ

وَكنْتَ فكانَتْ في اَلحقولِ سَنَابِلٌ … وكاَنَتْ عَصَافيرٌ وكَانَ صُنُوبَرُ

لَمَسْتَ أمَانِينَا فَصَارَتْ جَدَاوِلاً … وَأمْطَرْتَنا حُبًّا ولا زِلْتَ تُمْطرُ

تُعَاودُنِي ذِكْراكَ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ (١) … وَيُورِقُ فِكْرِي حين فيك أفَكِّرُ

وتَأبى جِرَاحي أنْ تَضُمَ شِفَاههَا … كَأنَ جِرَاحَ الحُبِّ لا تَتَخَثَّرُ

أَتَسْأَلُ عن أعْمارِنا أنْتَ عُمْرُنا … وأنت لنا التاريخُ أَنْتَ المُطَهَّرُ (٢)

° ونبضُ فؤادِنا ووَجيبُ قلوبنا قاصِر على حُبِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد حب الله -عز وجل-:

قصَرْتُ عَلَيْكَ العُمْرَ وهو قَصيرُ … وغَالَبتُ فيك الشَّوْقَ هو قَدِيرُ

وأَنْشَأتُ في صدري لِحُسْنِكَ دَولَةً … لها الحُبُّ جندٌ والولاءُ سَفِيرُ

فؤادي لها عَرْشٌ وأنتَ مَلِيكُهُ … ودُونَك من تلك الضُّلُوع سُتُورُ

وما انَتَقَضَتْ يومًا عليكَ جَوانِحِي … وَلَا حَلَّ في قلبي سواكَ أمِيرُ

حبيبٌ (٣) إذا غَنَّى اليَرَاعُ بمَدحه … سَرَتْ بالمَعَالي هزةٌ وسُرورُ

فَدِينُكَ مَحْرُوس ورَبُّك حَافِظٌ … وأنت على مُلكِ القلوبِ أميرُ

* * *


(١) في الأصل: تعاودني ذكراك كل عشِيَّة.
(٢) في الأصل: وأنت لنا الآمالُ أنت المُحَرر.
(٣) في الأصل: مَليكٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>