الوزراء، ثم الصحيفةِ التي نَشرت الرسومَ المسيئة … ولم يكن في وُسع المسلمين في العالم إلاَّ أن يُظهِروا الاحتجاجَ عن طريقِ المُظاهَراتِ السِّلميةِ والمقاطعهِ الاقتصاديةِ للبضائع الدانماركية .. ولكن ماذا كانت النتيجة .. ؟!
لقد اختلفنا -نحن المسلمين- فيما لا ينبغي أن يُختلفَ فيه بعدَ زمن قليل من الحماس، وراح كل صاحبِ اجتهاد يحاولُ فَرضَ اجتهادِه على الأمةِ الغاضبة، حتى فُرِّغ هذا الغضبُ من مضمونه وتَمَيَّعَتِ القضية، وفَتَرَ الحماسُ للمقاطعة، بل بدأ البعضُ بتصنيف الشركات الدانماركية إلى شركات "معادية"، وشركات "محايدة" وشركات أخرى أصبحت "صديقة" لأنها "اعتذرت" بالنيابة عن المَلِكةِ ورئيسِ الوزراءِ والحكومةِ اليمينيةِ والصحيفةِ الصهيونية!!.
ولما كانت الجماهيرُ قد عَرفت القليلَ من أسماءِ أشهرِ المنتجات الدانماركية التي تُشكل قيمةً في اقتصاد الدولةِ المعتديةِ على ديننا، فقد كان من الصعبِ أن تُكلَّفَ تلك الجماهيرُ بعمليةِ "تحري" الحلال من الحرام فيمن يُتعاملُ معه ومَن لا يُتعامل معه، وفقَ تقسيماتِ الشركات الدانماركية، وانتَهزت المحلاتُ المستفيدةُ من ترويج تلك البضاعةِ في بلاد المسلمين من ذلك الاختلاف، فالتفَّت على المقاطعة، والفضلُ يعودُ إلى الفتاوى والمواقف المتميِّعة!.
ولَد أظهر هذا الارتباكُ ردودَ الفعل الإسلاميةِ على أنها مجردُ تشنُّجاتٍ وقتيَّةٍ وعواطفَ آنِيَّةٍ، سَرعانَ ما تتلاشى سُحُبُها في سماءِ الرغباتِ والشهواتِ غير الحاجية أو الضرورية.