وزوجتُه محمدًا اخترعوا هذه الأكذوبة حتى لا تفترسَهما عامةُ الناس، وأعلَموهم بأن الملائكةَ حَملت محمدًا "نيكولا" إلى السماءِ، فأمسكت "كاريفا" بقَدَمِه لتحتفظَ بها، وظَلَّت القَدَمُ في يدها، وأظهروا هذه القَدَمَ للناس!.
° وقصَّةُ القَدَم موجودةٌ عند "بيير باسكاسيو" صفحة (٨٧) التي تحكِي أن محمدًا كان يَعشَقُ امرأةً يهوديةً التي دَعَتْه ليأتي إليها ذات ليلة، وتآمرت مع اليهود لقَتلِهِ، ويَقطعوا قَدَمَه اليُسرى، وباقي الجسدِ يُلْقُوه للخنازير، وهذه المرأة احتَفظت بالقَدَم، ودَهَنَت عليها بعضَ الدهانات وقالت لأتباع محمدٍ: إنه صَعِد إلى السماء، وبينما أتى المَلَكانِ لِيرفعَا الجُثة إلى السماء، أَمَسَكَت بالقَدَم، فظَلَتْ هذه القَدَمُ في يدها.
° وبهذا التخيل الجنوني عند الكُتَّابِ الأوربيِّين في القَرنِ الثالثَ عَشَرَ كونوا هذه القصَةَ الواهمةَ التي تَستندُ إلى حَدَثِ صغير مذكورِ في كُتب "سيراحي" تعني ما هو آتٍ: أن يهوديَّة تُدعي "زينبَ بنتَ الحارث" زَوْجَ "سَلام بن مِشكم" أحدِ زعماءِ اليهود، سَمَّت محمدًا في شاةٍ مسمومة، والتي وَضعت فيها سُمًّا قاتلاً وشديدًا. (انظر التفاصيل ص ١٣٥)، وانظر "سيرة ابن هشام"(ص ٧٦٤، ٧٦٥).
"زينب" أصبحت "كاريفا" و"سلام بن مِشكم" أصبح "مارزيكو"، وبدلاً من محاولةِ السُّمِّ لمحمدٍ في شاةٍ مشويةٍ مملوءةٍ بالسُّمِّ، وليس لها أيُّ تأثير إلاَّ بعدَ أربع سنواب، هذه القصَةُ تتحدَّث عن محاولةِ اغتيالٍ بواسطةِ مجموعةٍ من اليهود، عِلاوةً على الخاتمةِ المثيرةِ للسخرية بأسلوبِ الأقاصيصِ الباطلة، هذا هو المِثالُ النموذجي لعقليةِ الكُتَّابِ الأوربيين