للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا عقل إلى دينه، فأجابوه".

وزعم هؤلاء أنَّ محمدَ بنَ إسماعيل حيٌّ إلى اليوم، ولم يَمتْ، ولا يموت حتى يَملِكَ الأرضَ، وأنه هو المهديُّ الذي تقدَّمت به البشارة (١).

وقد حارَبَ "المعزّ الفاطميّ" وقائدُه "جوهرٌ" القرامطةَ حروباً داميةً سنةَ ٣٦٢ هـ.

° دخل قائدُهم أبو طاهر بن أبي سعيد الجنَّابي مكةَ في ذي الحجة سنةَ سبع وثلاثِمِئة، وقَتَل فيها ثلاثةَ عشَرَ ألفًا، وقطَعَ الرُّكن يومَ النحر، وهو القائل - لعنه الله -:

فلو كان هذا البيتُ للهِ ربِّنا ..... لصَبَّ علينا النارَ فوقَنا صَبَّا

لأننا حَجَجْنا حَجةً جاهِليَّةً ..... مُجلَّلةً لم تُبق شرْقًا ولا غَرْبا

وأَنا تركْنا بين زمزمَ والصَّفا ..... كتائبَ لا تبغي سِوى ربِّها رَبَّا

ولكنَّ ربَّ العرشِ جلَّ جلالُه ...... لم يتَّخذْ بيْتًا ولَمْ يتخْذ حُجُبا (٢)

قَتل اللعينُ في المسجد الحرام نحوَ ألفٍ وسَبْعِمِئةٍ من الرجال والنساء، وهم متعلِّقون بالكعبة، ورَدَمَ بها زمزم، وفَرَش بهم المسجد وما يليه.

وقَتَل في سِكك مكة وشِعابها من أهل خراسانَ، والمغاربةِ وغيرهم زهاءَ ثلاثين ألفاً، وسَبَى من النساء والصِّبيانِ مثلَ ذلك.

واقتَلع الحجرَ الأسودَ من موضعِه يومَ الإثنين لأربعَ عشْرةَ ليلةً خَلَتْ


(١) "الشيعة والتشيع فرق ومذاهب" (ص ٢٣٥) لإحسان إلهي ظهير -نشر إدارة ترجمان السنة- باكستان.
(٢) "كشف أسرار الباطنية وأخبار القرامطة" (ص ٦٣) - لمحمد بن مالك الحمّادي.

<<  <  ج: ص:  >  >>