من ذي الحِجَّة، وذَهَب به معه إلى "هَجَر"؛ فأقام عند القرامطة، إلى أن رُدَّ في يوم الثلاثاء يوم النحر من سنة تسعٍ وثلاثين وثلاثِمِئة (٣٣٩ هـ)، وبَطَل الحجُّ من العراق بسببِ هذا القرمطيِّ اللعين ثلاثَ سنين متواليةً من هذه السنة" (١).
* هذا اللعينُ الذي كان يقولُ عند الكعبة: "أين الطير الأبابيل؟! ".
° وفي هذا كان يقول شاعرُهم على منبر الجامع في الجند:
خُذي الدُّفَّ يا هذه والعَبِي ...... وغنّي هزاريكِ ثم اطرَبي
تولَّى نبيُّ بني هاشمٍ ...... وهذا نبِيُّ بني يعرُبِ
لكلِّ نبيٍّ مَضى شِرْعَةٌ ...... وهذي شرائعُ هذا النبي
فقط حطَّ عنا فروضَ الصلاة ...... وحَطَّ الصيامَ ولم يُتعِبِ
إلى آخر القصيدة المذكورة من قبل:
وما الخمرُ إلاَّ كماءِ السماء ..... حَلَالاً فقُدِّستِ مِن مَذْهَبِ
° وقد ذَكَر الذهبيُّ في حوادثِ سنةِ ٣١١ أن أبا طاهر سليمان بن الحسن الجَنَّابي دخل البصرة ليلاً في ألفٍ وسَبْعمئة فارس، نَصَبوا السلالم على السُّور، ثم نزلوا فوضعوا السيف في أهل البلد، وأحرقوا الجامع وسَبَوا الحريم "العبر" (٢/ ١٤٧)، ثم ذكر في حوادث سنة ٣١٢ هـ أن أبا طاهر هذا عارض رَكبَ العراق، فوضع السيفَ واستباح الحجيجَ، وساق الجِمالَ بالأموال والحريم "العبر" (٢/ ١٥٠)، ثم ذكر أحداثه في كلِّ سنة، وذكر في حوادث سنة ٣١٦ هـ: أنه بني داراً سمَّاها "دار الهجرة" ودعا إلى
(١) "العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين" - للفاسي المكي (ص ٧٤، ١٨٥) - تحقيق د. محمد زينهم- دار الصحوة للنشر- مطبعة السنة المحمدية.