المهدي، وتسارَعَ إليه كل مريب "العبر"(١٦٣/ ٢)، وفي سنة ٣١٧ هـ وافى الحُجَّاج يومَ التروية بمكة، فقتلهم قتلاً ذريعاً في المسجد الحرام وفي فِجاج مكة، وقَتَل أميرَ مكة، وقَلَع بابَ الكعبة، وقَلَع الحجرَ الأسود، وأخذه إلى "هَجَر""العبر"(٢/ ١٦٧)، ثم ذكر إفسادَه في سنة ٣٢٣ هـ، وأخْذَه رَكْبَ الحُجَّاج العراقي، ودخوله الكوفة في سنة ٣٢٥ هـ وضَرْبَه إتاوةً على ركب الحجاج في سنة ٣٢٧ هـ، إلى أن ذكر وفاته في شهر رمضان من سنة ٣٣٢ بهجر من جُدَرِيٍّ نزل به فأهلكه، وقام بأمر القرامطة بعده أبو القاسم الجَنَّابي "العبر"(٢٢٩/ ٢).
° وقال عبدُ القاهر البغدادي في "الفَرْق بين الفِرَق" عن سليمان بن الحسنِ بنِ سعيدٍ الجَنَّابي: "تعرَّض للحجيج، وأسرفَ في القتل منهم، حتى دَخَل مكة، وقَتَل من كان في الطَّواف، وأغار على أستارِ الكعبة، وطَرَح القتْلى في بئر زمزم، وكَسَر عساكرَ كثيرةً من عساكر المسلمين، وانهزم في بعضِ حُروبه إلى "هجر"، فكتب للمسلمين قصيدةً يقول فيها:
أَغَرَّكُمُ منِّي رُجوعي إلى هَجَرْ ...... وعمَّا قليل سوف يأتيكُمُ الخَبَرْ
إذا طَلَع المَرِّيخُ في أرض بابلٍ ....... وقارنه النَّجمانِ فالحَذَرَ الحَذَرْ
ألستُ أنا المذكورَ في الكُتبِ كلِّها ...... ألستُ أنا المبعوثَ في سورة الزُّمَرْ
سَأمْلِكُ أهل الأرض شرقًا ومَعرِبًا ..... إلى قيروانِ الروم والتُّرْك والخَزَرْ
وأراد بالنَّجميْن "زُحَل والمشترى"، وقد وُجد هذا القِرانُ في سِنِي ظهوره، ولم يملِك من الأرض شيئاً غير بلدته التى خرج منها، وطَمع في أن يَملِكَ سبعَ قِرانات وما مَلَك سبع سنين، بل قُتِلْ بـ "هيِت"، ورمته امرأةٌ