° وكتب إليه الشيخ ابن باز:"وهنا أمرٌ عظيمٌ يُهِمُّ القُرَّاء والمسلمين يتعلَّقُ بفخامة العقيد، ويجبُ علينا التنبيهُ عليه وبيانُ حُكمِه، وهو أن الكاتبة الإِيطالية "ميريلا بيانكو" قد ذكرت في كتابها "القذافي رسول الصحراء" (ص ٢٤١) عن فخامةِ العقيد ما يدلُّ على أنه يدَّعي أنه رسولٌ من رُسُلِ الله، وقد خاطَبَتْه في الصفحة المذكورة بقولها له: "يا رسول الله، أكنتَ راعيَ غنم؟ فأجابها بقوله: بلى، فلم يكن هناك نبيٌّ لم يفعلْ ذلك"، وهذا الجواب يقتضي إقرارَه لها على أنه رسولُ الله؛ لأنه لم يُنكِرْ عليها، ولم يَقُلْ: "لَستُ برسول"، ومعلومٌ أن دعوى الرسالةِ أو النبوةِ بعد نبيِّنا محمد - صلى الله عليه وسلم - كفرٌ أكبرُ، وضلالٌ عظيمٌ، ورِدَّةٌ عن الإِسلام بإجماعِ المسلمين؛ لأن ذلك تكذيبٌ لقول الله -عز وجل-: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}[الأحزاب: ٤٠]، وتكذيبٌ لِمَا تواترت به الأحاديثُ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الدالةُ على أنه خاتَمُ النبيين والمرسلين -لا نبيَّ بعدَه ولا رسول-، وقد قاتَلَ الصحابة - رضي الله عنهم - مَن ادَّعى النُّبوةَ بعدَه، واعتَبروه كافرًا حلالَ الدمِ والمالِ، كالأسود العَنْسيِّ، ومسيلِمةَ الكذَّاب، والمختارِ بن أبي عُبيدٍ الثَّقَفي، وقد أجمَعَ علماءُ الأمةِ إجماعًا قطعيًّا على أن نبيَّنا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - هو خاتمُ النبيين والمرسلين -لا نبيَّ بعدَه ولا رسول-، وقد كَفَّر العلماءُ في عصرِنا -وقَبْلَ عصرِنَا- "مرزا غلام القادياني" لَمَّا ادَّعى النبوة، وكَفَّروا مَن صَدَّقه في ذلك.
فالواجبُ على فخامةِ العقيد أن يُعلِنَ في وسائل الإعلام تكذيبَه لِمَا زَعَمَتْه هذه الإيطالية، وأنه يَبْرأ إلى الله من ذلك -إن كان ذلك لم يَقَع منه-،