والآياتُ في هذا المعنى كثيرة، فالواجبُ على المسلمين جميعًا أن يؤدُّوا ما أوجَبَ اللهُ عليهم لإِخوانهم الفقراء، وأن يَطِيبُوا نَفْسًا بذلك، وأن يَرحموهم ويَعطِفوا عليهم، أداءً لِمَا أوجَبَ اللهُ، ورَجاءً لرحمةٍ من الله، وحَذَرًا من غَضبِ الله، وسدًّا لأبوابِ الفِتَنِ والفساد، وإغلاقًا لسُبُلِ الكُفرِ والإِلحاد، وشكرًا للهِ على إنعامه، وطمعًا في المزيدِ من فضلِه وكرمه، وإرغامًا لأنوفِ الكفارِ والمُلحدِين الذين قد ساءت ظنونُهم بالإِسلام، واعتَقدوا أنه قد أَهمل جانبَ الفقراء ولم يُعطِهم حقَّهم، ولقد أخطأ ظنُّهم، وخَسِرت صفقتُهم، وكَذَبوا على الله، وحادوا عن الحقِّ الواضح.
فاتقوا اللهَ -أيها المسلمون-، ومَثِّلوا الإِسلامَ في أعمالِكم وأقوالِكم، وارحَموا فقراءَكم، وأدُّوا ما أوجَبَ اللهُ عليكم من الزكاة وغيرها، لتفوزوا بالسعادةِ والنجاة، وتَسْلَموا من غَضَبِ الله وأليمِ عقابه في الدنيا والآخرة، واللهُ المسؤول أن يُصلحَ أحوالَ المسلمين جميعًا، وأن يَمنحَهَمُ الفِقهَ في دينه، وأنْ يَهديَ زُعماءَهم وقادتَهم لصراطِهِ المستقيم، وأن يُقيمَ عَلَمَ الجهاد، ويَكبِتَ أهلَ الشِّركِ والكفرِ والإِلحاد، إنه وَلِيُّ ذلك والقادرُ عليه.
وصلَّى الله وسلم على عبدِه ورسولِهِ محمد وآلِهِ وصَحْبِه.