أو إسقاطَه من معادلةِ الوجود العربي، ويَستتبعُ ذلك إسقاطُ كلِّ ما يتعلَّقُ بالإِسلام من مقوِّماتٍ حضاريةٍ ولُغويَّةٍ وتصوُّرية، وهو ما عَبَّر عنه أدونيس بالانفصال كُلِّيًا عن الماضي الذي صَنَعه الإِسلام، ولذا نَشر أدونيس في مجلته "مواقف" موضوعاتٍ عديدةً تتعرَّضُ بالنقد للدِّين والوَحْي، وتكلَّمَ عمَّا سَمَّاه بالتناقض في الوحي (!!).
° انظر إلى هذا الشيطانِ الأفَّاكِ الأثيم الذي يَمضي في عالم التِّيهِ والسَّرابِ والظُّلماتِ والوادي السحيق، يَنتقلُ بعد ذلك إلى أخطرِ جريمة، وأسوءِ كلمةٍ، وأقبحِ تَصَوُّرٍ، وأوقحِ تعبيرٍ، ينتقلُ بشكل سافرٍ واضحٍ ليهدمَ العقيدةَ والإيمانَ بهجومٍ مباشر فيقول:"اللهُ في التصوُّرِ الإِسلاميِّ التقليديِّ نقطةٌ ثابتةٌ متعالية، منفصلةٌ عن الإنسان، التصوُّفُ ذَوَّبَ ثباتَ الألوهية، جَعَل حركةَ النفسِ في أغوارِها، أزالَ الحاجزَ بينه وبين الإنسان .. وبهذا المعنى قَتَله "أي: الله"، وأعطى الإنسان طاقاته.
المتصوِّفُ يحيا في سُكْرٍ يَسكر بدَورِه العالَم، وهذا السُّكرُ نابعٌ من قدْرتِه الكامنةِ على أن يكونَ هو واللهُ واحدًا، صارت المعجزةُ تتحرَّك بين يديْه" (١).
وهكذا يَسِفُّ أدونيس ويَهوي في وادٍ سحِيق، يَهوِي في وُحول، وَيسقطُ في رجْس، ونستحي أن نُعيدَ ألفاظَه، فهي أقبحُ من كل تعليق، ورِدَّةٌ واضحة كالشمس في رابعةِ النهار، لا يختلفُ فيها اثنان.
° يقول الدكتور عدنان النحوي: "هذا كاتبٌ واحدٌ مِن كُتَّابِ