° وفريقٌ آخَرُ من المحقِّقين -أمثال "محمد علي قَصُورِي"- يَرَى أنَّ الحكومةَ البريطانيةَ كانت لها يَدٌ وراءَ الحركتين:"القاديانية، والجكرالوية"، حيث يقول:"وفي هذه الآوِنةِ اتَّخذ المشروعُ الإِنجليزيُّ نوعًا جديدًا من المناورات المناوِئةِ للإِسلام، فضَمَّت صُفوفُه السياسيةُ كثيرًا من القساوسة المبشِّرين، مما مَكَّنها من اصطيادِ بعضِ الشخصيَّاتِ الإِسلامية، وإيقاعِها في شَبكةِ التحريفِ ضدَّ الإِسلام، كما انضمَّ إلى هؤلاءِ بعضُ من يُريدُ الدنيا، فحرَّضَتْهمُ السلطاتُ الإِنجليزيةُ على أن يقوموا بأعمالٍ تُبعِدُ الثِّقةَ عن النفوس تُجاهَ الحديثِ الشريف، ويَستغِلُّوا الضمائرَ المنافقةَ من المسلمين، وكان على رأسِ هؤلاء جميعًا "عبد الله جكرالوي"، وقد اختاره المسيحيُّون لأداءِ هذه المهمَّة، فرَفَعَ صوتَه بإنكارِ السُّنةِ كلها، وأَخَذَ يدعو إلى هذا المشروعِ الهدَّام، فأَخَذَتْ كُتبُ التأييدِ والرسائلِ تَصِل إليه من المبشِّرين بالمسيحية، وتَعِدُه بالمساعدات المالية، وتشكرُه على هذا المجهود الجبَّار، وقد عَرَفْنا كلَّ ذلك مِن قِبَل أحدِ أصدقائِنا الصادقين، الذي كان يقومُ بدَورِ الترجمة لهذه الرسائل، لعدمِ معرفةِ "عبدِ الله" باللغةِ الإِنجليزية، ولو بَذَلْنا قليلاً من الجَهدِ لأمكَنَنَا الحصولُ عليها، غيرَ أنَّا لا نريدُ ذلك"(١).
ولعلَّ الذي مَنَع الدكتور "محمد علي" من التصريح باسم صديقِه أو نَشرِ شيءٍ من الرسائل، هو قُربُ عهدِ الاستقلالِ للدولة الباكستانية، وتوغُّلِ القاديانين والقرآنيين في مناصِبها الحسَّاسة، والبَطشُ بكلِّ مَن