للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من عُمره عام ١٩١٢ م أرسله والدُه لدراسةِِ الطبِّ في "إنجلترا"، ومَكَث فيها عَشْرَ سنين، ثم عاد إلى بلاده، وله إنتاجٌ أدبيٌّ وفير، جُمع شِعرُه في عِدَّةِ دواوينَ، منها "الشفق الباكي"، "أشعة وأطلال".

١ - والذي يُهِمُّنا مِن إنتاجِه هو كتابُه "ثورة الإِسلام" الذي مَزَج فيه الحَقَّ بالباطل، واستهزأ بالسُّنةِ وجامِعِيها، وزَعَم أنَّ الأحاديثَ كلَّها مختلَقة، ولا يُرضيه نِسبتُها إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - .. فيقول: "وهذه "سنن ابن ماجه" و"البخاري" -وجميعُ كُتبِ الحديث والسُّنة- طافحةٌ بأحاديثَ وأخبارٍ لا يُمكنُ أن يَقبَلَ صحَّتَها العقلُ، ولا نَرضى نسبتَها إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وأغلبُها يدعو إلى السخرية بالإِسلام والمسلمين والنبيِّ الأعظم" (١).

° ويَتَّهمُ المتمسِّكَ بالحديث بالخيانةِ لرسالةِ الإِسلام .. فيقول: "وأما التغنِّي "بأبي داود، والنسائي، ومسلم"، وترديدُ الأحاديثِ الملفَّقةِ التي لا تَنسجمُ وتعاليمَ القرآن، وأمَّا سُوءُ تفسيرِ آياتِ الكتابِ العزيز، وأما الجهلُ برُوحِ القرآن، وأمَّا التنازلُ عن صلاحيةِ الإِسلام لكلِّ زمانٍ ومكان: فبمثابةِ الخيانةِ لرسالةِ الإِسلامِ الخالدة" (٢).

٢ - ويزعمُ الشاعرُ أنَّ أحكامَ القرآنِ والحديثِ قابلةٌ للتغيير بتغيُّرِ الزمان والمكان؛ لأنها جاءت عن سَببٍ، وبزوالِه لَزِمَ زوالُ المسَّببِ .. فيقول: "والقرآنُ الشريفُ والأحاديثُ النبويةُ مجموعةُ مبادئَ خُلُقيَّةٍ وسلوكيةٍ مسبَّبةٍ، بحيث إنَّ أحكامَها عُرْضَةٌ للتبدُّلِ بتبدُّلِ الأحوالِ والأسباب، ففيه


(١) "ثورة الإِسلام" (ص ٢٥) - لأحمد زكي أبو شادي - مكتبة الحياة بيروت.
(٢) "ثورة الإِسلام" (ص ١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>