للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العصريِّين، تَهَجَّم فيه على بعضِ الصحابةِ والتابعين، وعلى مئةٍ وعشرينَ حديثًا في "صحيح البخاري" الذي هو أصحُّ الكتب بعد القرآن، وزَعم أنها أحاديثُ إسرائيليةٌ، وأنه يَكتسِحُها بالأضواءِ القرآنية، وُيطهِّرُ البخاري منها!! وتَهجَّم أيضًا على غيرِ ذلك من الأحاديث الصحيحة، وقابَلَها بالردِّ والإنكار.

• وقد سَمَّى المؤلِّف نفسَه بـ "السيد صالح أبي بكر"، وليس بسيدٍ ولا صالح، ولا كرامةَ ولا نُعمةَ عَينٍ، ولِمَا رواه أبو داود والنسائي والبخاري في "الأدب المفرد" عن بُريدة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقولوا للمنافق: "سيد"، فإنه إن يكُ سيدًا فقد أسخطتم ربَّكم عزَّ وجلَّ" .. ورواه الحاكم في "مستدركه" والبيهقي بنحوه، وصحَّحه الحاكم.

وفي تَهجُّمِه على بعضِ الصحابةِ والتابعين وعلى الأحاديث الصحيحةِ أوضح دليلٍ على زَيغِه وفسِادِ عقيدتِه، وأنه ليس بصالحٍ في الحقيقة.

وقد سمَّى المُلحِدُ كتابه "الأضواء القرآنية في اكتساح الأحاديث الإسرائيلية، وتطهير البخاري منها" .. وكلام المُلحِدِ كلُّه شُبهاتٌ، وحَمْلٌ لكتابِ الله على غير مَحامِلِه، فهو في الحقيقة ظُلماتٌ بعضُها فوق بعض، وكما سأبيِّنه -إن شاء الله تعالى-.

ومن تأمَّل كتابَه لم يشكَّ أنه محاربٌ للإسلام والمسلمين، وأنه إنما أراد بكتابه الطعنَ في الإِسلام وأهل الإِسلام، وإنْ أظهَرَ ذلك في قالبِ الإصلاح، فهو بلا شكٍّ ممن يَسعى في الأرضِ فسادًا -وإن كان يزعم أنه مُصلِح-، وقد قال الله تعالى مخبِرًا عن سَلَفِ هذا المُلحدِ: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>