أحدها: زَعمُه أن معجزاتِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - خيالية، وأن كراماتِه وكراماتِ غيرِه من أنبياءِ الله وأوليائِه مصطَنَعة .. وهذا قولُ أعداءِ اللهِ من الإفرنج وغيرِهم من أمم الكفر والضلال، وقد تلقَّاه هذا الجاهلُ -وأشباهُه من زنادقةِ العصريين- بالقَبول والرضا .. وهذا القَدرُ كافٍ في الحُكم برِدَّةِ المؤلِّف وخروجِه من الإِسلام.
وقد أجمَعَ العلماءُ على تكفيرِ مَن عَبَثَ في جهةِ النبي - صلى الله عليه وسلم - بسُخْفٍ من الكلام وهُجْرٍ ومُنكرٍ من القول وزُور .. وأجمَعوا على تكفيرِ مَنِ استخفَّ بالرسول - صلى الله عليه وسلم -، أو استهزأَ به، أو بشيءٍ من أفعاله، أو نَسَب إليه ما لا يَليقُ بمنَصِبه .. ذكر ذلك القاضي عياض وابن حجر الهَيتمي .. وكلامُ المؤلِّف ها هنا داخلٌ فيما أَجْمَعَ العلماءُ على تكفيرِ قائله.
الوجه الثاني: زَعمُه انحرافَ عقائدِ الذين يؤمنون بمعجزاتِ النبي - صلى الله عليه وسلم - وكراماتِه وكراماتِ غيرِه من أنبياءِ الله وأوليائه .. وهذا يتضمَّنُ القَدْحَ في جَميع أهلِ السُّنةِ والجماعة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ولا يَقدحُ فيهم إلَّا من هو متَّبعٌ لغيرِ سَبيلهم، وقد قال الله تعالى:{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}[النساء: ١١٥].
وقد قال في "الإقناع" في ذِكرِ ما يَصير به المسلمُ كافرًا: "أو قال قولاً يتوصَّلُ به إلى تضليلِ الأمةِ -أي أمةِ الإجابة-، فهو كافر؛ لأنه مكذِّبٌ للإِجماع على أنها لا تجتمعُ على ضلالة" انتهى.