ضِمنَ مَن هاجَرَ إلى "إنجلترا" سعيًا للرزق، وهناك التَحَقَ بالتعليم الثانوي، ثم بكليةِ "المَلِك" في جامعة "كمبردج".
وبعد تخرُّجه بَحَث عن وظيفةٍ مناسبة هناك فلم يجد، فقرَّر العَودةَ إلى موطنه الأصلي "شِبه القارة الهندية"، ولكنْ هذه المرةَ إلى باكستان، حيث أُتيحت له فرصةُ عملٍ في التليفزيون، بَيْدَ أن رَوائحَ الكفرِ والزندقةِ والطعنِ في الإِسلام بدأت تفوحُ منه، ففُصِل من عملِه، وعاد إلى لندن يجرُّ أذيالَ الخَيبةِ والإحباطِ، بعد أنِ امتلأ قلبُه حِقدًا على الإِسلام والمسلمين، وأخيرًا وَجد عملاً في إحدى وكالاتِ الإعلان، أعطَتْه دخلاً ثابتًا استطاع معه أن يتَّجهَ إلى التأليف الرِّوائي.
° وفي عام ١٩٧٥ أصدَرَ روايتَه الأولى "جريموس"، وعُمرُه آنَذَاك ٢٨ عامًا، فلم يَلتفتْ إليها أحدٌ، فماتت في مَهدِها، وأصابه لذلك إحباطٌ شديد، ثم تزوَّج بعد ذلك بفتاةٍ إنجليزية تُدعى "كلاريسا لوارد"، وعن طريقِها تعرَّف إلى الناشِرِين، فأصدر روايته "أطفال منتصف الليل"، وَصَف فيها حالَ الأولاد الذين يدخُلون الحياةَ وقلوبُهم خاويةٌ من الإيمان والقِيمَ الأخلاقية، ويأتُون إلى عالَمٍ مَليءٍ بالمتناقضات، ولقد قال عن نفسه:"إنه يُشبِهُ إحدى شخصياتِ هذه الرواية، ففي داخله ثُقْبٌ لم يُبقِ قَطرةً واحدةً من الإيمان عنده.
ولقد أثارت روايتُه ضدَّه ضجةً في الهند، إذ كانت تُوجِّهُ نقدًا عنيفًا لسياسة السيدة "أنديرا غاندي" الخاصَّة بتعقيم الرجال، فأَدْلَتْ بتصريحٍ تتوعَّدُ فيه صاحبَ الرواية بتقديمه إلى القضاء.
وفي تلك الأثناء مَنَحَته "إنجلترا" جائزة "بُوكر"، وكأنها تَغيظُ الهند