فعندما جلس تحت قَدَمَي محمد ليكتبَ له الوحي، بدأ يُغيِّرُه خِلسةً .. لم يلاحظ ماهوند هذه التغييرات، وبهذا بدأتُ أُلَوِّثُ كلمةَ الله بكلماتي الدنسة!.
بعد ذلك عَرفتُ أن أيامي في "يثرب" صارت معدودة، فرحلتُ عنها قبلَ الفجر على جَمَلٍ .. ولم يَعُد يُهِمُّني أن أرتبطَ ثانيةً بمدينةِ الجاهلية "مكة" .. إن ماهوند سيعودُ إليها منتصرًا، وأنا أعلمُ أني سأفقدُ حياتي .. " (ص ٣٦٧ - ٣٦٨).
° "بعد أن فَتَحَ ماهوند مدينة الجاهلية، وأمر بتطهيرِ بيتِ الحَجَرِ الأسود من أصنام الجاهلية -٣٦٠ صنمًا-، جاء الناسُ إليه يُسلِّمون وُيعلنون:"لا إله إلا الله"، همس ماهوند في أُذُن خالد: شخصٌ واحدٌ لم يأتِ لِيركعَ أمامي، سلمانُ، ألم تَجِدوه؟!.
وفي اليوم التالي، يُسحَب سلمانُ إلى حَضرةِ النبيِّ، يُمسِكُه خالدٌ من أُذُنه، وقد مَدَّ سِكِّينًا على رَقَبته، ويُحضِرُه باكيًا متشنِّجًا: وجدتُه أخيرًا مع مومسٍ تصرخُ في وجهه لأنه لم يَدفعْ أُجرتَها، وها هي رائحتُه نَتِنَةٌ من الخمر.
"سلمان الفارسي"! قالها النبيُّ في بداية نُطقِه بالحُكم بإعدامه، لكنْ هذا الأسيرُ يصَرخُ بصوتٍ عال:"لا إله إلا اللهَ"! فيَهُزُّ ماهوند رأسَه قائلاً: إن تحريفَك يا سلمان لا يمكنُ غُفرانُه: أنْ تَضَعَ كلمتَك بَدَلَ كلمةَ الله! يُقسِمُ سلمان على تجديدِ إخلاصه للنبيِّ، ثم يَهمِسُ إليه باسمِ بعل "وشاية" .. وهنا يتدخل بلال لصالحه، فيعفو عنه النبيُّ.
عندئذ يذهبُ خالدٌ للبحث عن بعل: من بيتٍ إلى بيت .. " (ص ٣٧٤ - ٣٧٥).