قول الله في القرآن العظيم:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}[الأنعام: ١١٢].
"لقد أَحَبَّ اللعنةَ فأَتَتْه، ولم يَسرْ بالبركةِ فتباعَدَت عنه" -كما قال داود-، "ولكلِّ امرئٍ ما نوى"، فكان هذا عدُوًّا لخاتمِ النبيين، لقد قادته نيَّتُه السيئةُ إلى المهالك، إذ أراد أن يشتريَ الشُّهرةَ والمالَ بأيِّ ثمن، فدمَّرَ نفسَه تدميرًا، ولكن:"ماذا ينتفعُ الإنسانُ لو رَبِحَ العالَمَ كلَّه وخَسِرَ نفسه؟! " -كما قال المسيح-.
* لقد اختار طريقَ اللعنة، فتهيَّأت له أسبابُها، صار الشيطانُ له قرينًا، {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (٨٣) فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا} [مريم: ٨٣ - ٨٤].
وعندما نَقتبسُ ما جاء في الإنجيل عن إنسانِ الخيانة نقول: لقد دخل الشيطان في سلمان رشدي، وهو كان معدودًا من جُملةِ المسلمين. فمضى وتكلَّم مع رؤساءِ الكفرِ كيف يُنفِّذُ مؤامرتَهم، ففرِحوا وعاهَدوه أن يُعطُوه مالاً وشُهرةً، فواعَدَهم، وكان يَطُلُب فرصةَ أَنْ يُتِمَّ روايتَه الشيطانية، فيُفرغَ فيها كلَّ سُمومِه وسُمومِ المتآمِرِين.
ولقد قام الخائنُ بتنفيذِ الدَّورِ المرسومِ له تمامًا، فاستحقَّ من سادتِه قَبْضَ الثمن: أموالاً وشُهرةً وإعلانَ حِمايةٍ، كما لو كان واحدةً من المستعمرات السابقة.
° ولكن -كما قال المسيح-: "ويلٌ لذلك الرجل .. كان خيرًا لذلك الرجل لو لم يولد".