لقد رُويَتْ في سَبَبِ نُزولِ هذه الآياتِ رواياتٌ كَثيرةٌ ذَكَرَها كثيرٌ مِن المُفَسِّرينَ.
° قالَ ابنُ كَثيرٍ في "تفسيرِهِ": "ولكنَّها مِن طُرُقٍ كُلُّها مُرْسَلَةٌ، ولم أَرَها مُسنَدَةً مِن وجْهٍ صَحيحٍ، والله أَعلمُ".
° ثمَّ قالَ بعدَ أَنْ سَاقَ شَيئًا مِن الرِّواياتِ بأَلفاظِها:"هذه خُلاصَةُ تلكَ الرِّواياتِ في هذا الحَديثِ الذي عُرِفَ بحديثِ الغَرانيقِ .. وهُو مِن ناحِيَةِ السَّنَدِ واهي الأصْل".
° قالَ عُلَماءُ الحَديثِ:"إنَّهُ لم يُخْرِجْهُ أَحدٌ مِن أَهلِ الصحَّةِ، ولا رواهُ بسندٍ سَليمٍ مُتَّصلٍ ثقةٌ".
° وقالَ أَبو بكرٍ البزَّارُ:"هذا الحَديثُ لا نعلَمُهُ يُرْوى عَنِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بإسنادٍ مُتَّصلٍ يجوزُ ذِكْرُهُ".
وهُو مِن ناحيةِ موضوعِهِ يُصادِمُ أَصلاً مِن أُصولِ العقيدَةِ، وهُو عِصْمَةُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مِن أَنْ يَدُسَّ عليهِ الشَّيطانُ شيئًا في تَبليغِ رِسالَتِهِ.
وقد أُولعَ المُسْتَشْرِقونَ والطَّاعِنونَ في هذا الدِّينِ بذلك الحَديثِ، وأَذاعوا بهِ، وأَثاروا حَوْلَهُ عَجاجَةً مِن القولِ، والأمرُ في هذا كُلِّهِ لا يَثبُثُ للمُناقَشَةِ، بل لا يَصِحُّ أَنْ يكونَ موضوعًا للمُنَاقَشَةِ.