للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وربما تكونُ بعضُ هذه التصوراتِ الغربيةِ عن الاسلام ونبيِّه قد دَخلت إلى عالَم النسيان، وعفا عليها الزمن، وخاصةَ ما يتعلقُ منها بأساطيرِ العصورِ الوسطي عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ولكنها مع ذلك لا تزالُ وستظل جزءً أساسيًّا من تراثِ الغربيين، لابدَّ لنا من الاطلاعِ عليه ومعرفته.

ومن المعلوم أن الكتاباتِ الغربيةَ عن الإسلام ونبيِّه تتراوحُ بين الجَهل التامِّ والمعرفةِ المُوجَّهة، بين الإسفاف الشنيع والموضوعيةِ النسبية، بين الافتراءِ والإنصاف، بين الاستعلاءِ والنزاهة، بين الفُحشِ الصارخ والتسامح العاقل.

ونحن إذ نُترجِمُ هنا هذه الصفحاتِ بما تتضمنه أحيانًا من أوصافٍ شنيعةِ للنبى - صلى الله عليه وسلم -، وهجومٍ دنِيءٍ عليه وعلى دينه، دونَ أن نَحذفَ من ذلك شيئًا؛ فذلك لأننا على يقينٍ من أنه لن يُجدِيَ نفعًا إخفاءُ شيءٍ من ذلك، فهذا الكلامُ منشورٌ بشتَّى اللغاتِ الحيَّة، وكما لا يُجدي النعامةَ في شيءٍ إخفاءُ رأسِها في الرمال ظنًّا منها أنها ستكونُ بمَنجاةِ من الصياد، فكذلك لا يُجدينا في شيءٍ أنْ نتجاهلَ كل ما يُنشَرُ عنَا وعن ديننا؛ لأننا بذلك لن نستطيعَ أن نمحوَه من تراثِ الغربيين، أو نُبعِدَه من رُفوفِ المكتبات في بلادِ الغربِ المختلفة، أو نمنعَه من الوصولِ إلى أيدِي الباحثين.

وقد يُلاحظُ القارئُ تِكرارًا لبعضِ الأقوالِ، وخاصةً الأساطير التي نسَجَها خيالُ الغربِ حول نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم -، ومِن خلال هذا التكرارِ يتبينُ مَدَى الانتشارِ الواسع لمثل هذه الأساطير.

<<  <  ج: ص:  >  >>