وقد عُقدت عدة مجامعَ كنَسية لمناقشة تعاليمه، منها "مَجمع الإسكندرية" عام ٣١٩، و"مجمع نيقية" عام ٣٢٥ بأمر الإمبراطور "قسطنطين"، و"مجمع القسطنطينية" عام ٣٣٦، وعلى الرغم من أن الغَلَبةَ في النهاية استقرت لآراءِ مخالفيه الذي جَعلوا من المسيح إلهًا وقالوا بالتثليث، فإن تعاليمَه قد انتَشرت بعد موتِه أكثرَ مما انتَشَرت في حياته، واعتَنق الملكُ "قسطنس" خليفة "قسطنطين" آراء آريوس، وقد أمَرَ "قسطنس" بعَقد "مجمع" في مديولان "ميلان" حَضَره أكثرُ من ثلاثمئةِ أسقف، وتبيَّن أن أكثريةَ الآراءِ فيه كانت للآريوسيين، وقد بَقِيت التعاليمُ الآريوسيةُ ممتدَةَ في أسبانيا والولاياتِ الجِرمانية أكثرَ من ثلاثة قرون. ولكن عندما وَقع الانشقاقُ بين الآريوسيين وانقَسموا إلى فِرَقٍ عديدةِ ضَعُفت قوتهم، وتمكن منهم خصومُهم، وفي أيام "ثيودوسيوس الثاني"صَدَر الأمرُ باستئصالِ الآريوسيين وإبادتهم، وكان ذلك في عام ٤٢٨ م، ويقال: إن "سرفتس" أحيا تعاليم الآريوسية في القرن السادس عشر، فذاعت هذه ب التعاليم، وسَببت إزعاجًا للكنيسة التي سارعت بالقضاء على معتنقيها (راجع "دائرة المعارف للبستاتي"). والأمرُ الجديرُ بالذكر هو أن الرأيَ الذي كان يقولُ به آريوس هو الرأيُ الذي يَعتبرُه القرآنُ الكريمُ العقيدةَ المسيحيةَ الصحيحةَ التي ترفضُ التثليثَ وترفضُ ألوهية المسيح، ومِن هنا جاء هذا الاتهامُ الموجهُ إلى محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -بأنه آريوس جديد؛ لأنه أكَّد بنص القرآنِ بشريةَ المسيح ورَفَض ما عدا ذلك من تعاليمَ مصط