للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالنسبة لعصره -على أيِّ حالٍ - مؤرِّخًا معتَبَرًا، كما كان كاتبًا شعبيًّا، ويَدينُ له الجمهورُ الفرنسي بالفضل لكتابِه الذي استطاع أن يُعرفه فيه بالإسلام، ويُباهِي "بودييه" بحقٍّ بأنه أولُ مَن جَمَع هذه المادةَ "المتعلقة بحياة محمد"، وذلك في كتابه "تاريخ ديانةِ الأتراك ومولدِ وحياةِ ووفاةِ نبيِّهم المزيِّف محمد" الصادرِ في باريس ١٦٢٥، وقد أعيد طبعُه عام ١٦٣٢، وعام ١٧٤١، وقد كان "بودييه" أولَ مَن قام بتأليف مسيرةٍ لمحمد بالفرنسية، وكان لكِتابِه تأثيرٌ يفوقُ الوصفَ على التصوُّرات الغربيةِ عن الإسلام وعن محمد - صلى الله عليه وسلم -، ولم يكن هذا العملُ -على وجهِ اليقين- عملاً محايدًا، فقد كانت غايةُ "بودييه" هي "الكشف عن أباطيل ورذائل نبيِّ الأتراك وفُحشِه وخدائع محمدٍ وزَيفِ طائفتِه، والكشفُ عن تضليله وتفاهةِ طائفتهِ وتعاليمه المضحِكة والوحشية".

وقد كان "بودييه" كاثوليكيًّا متدينًا، يستقي معلوماتِه من مصادرَ كَنَسيَّةٍ فقط، وكان يَنقُلُ عنها دونَ نقد، وبفضل كتاباته لم يَرَ القرنُ السابَعَ عَشَرَ في محمدٍ إلاَّ دجَّالاً أو مُضلِّلاً، ولم تكن لدى هذا القرنِ إلاَّ الرغبةُ في دَفنِ محمدٍ تحتَ أكوام من النَّقضِ والتفنيد.

ولقد أُغرِمَ "بودييه" بوَصفِ أعمالِ السَّلبِ والنَّهبِ والقَسوةِ والفجورِ مِن جانبِ النبيِّ -كما يدَّعي هذا الكذَّابُ الأشر-.

° وتحت عنوان "إلحاديات محمد" يصف "بودييه" بإسهابٍ المواضعَ القرآنيةَ التي أفسد فيها النبي الزائف -حاشاه- الديانةَ المسيحية، ولكي يَجعلَ "بودييه" الخديعةَ أو التضليلَ واضحًا بقَدْرِ الإمكان أمامَ الجمهورِ، فإنه

<<  <  ج: ص:  >  >>