موجودةً لدى المصريين، وأن الدعوةَ إلى مقاومةِ الاستعمارِ هو إنفاقٌ للوقتِ فيما لا طائلَ تحتَه، وما دام الإنجليزُ هم الذين يُمسِكون زِمامَ الأمورِ وحدَهم، فلا سبيلَ إلى الإصلاح إلاَّ بمُصادقتِهم .. ذَكَره كرومر، وأعاد إلى الذاكرةِ ما وَجَّهه إلى المستشار الإنجليزي عام ١٩٠٥ عندما هاجَمَ الشريعةَ الإسلامية، وقد جاء في ذلك قولُه إلى كرومر:"هل عَنَيتَ بما قُلتَ في تقريرِك الأخيرِ عن الحُكم بالشريعة الإسلامية -التي وُضعت منذُ أكثرَ مِن ألفِ سَنةٍ- الدينَ الإسلاميَ نفسَه الذي هو عبارة عن القرآنِ الكريم والسُّنةِ النبويةِ؟ أم عَنيتَ بذلك الفقهَ الإسلاميَّ الذي وَضَعه الفقهاء؟! ".
وقد رَدَّ كرمر في مَكر ولؤم، فقال:"إنه إنما قَصَد الفقهَ، ولم يَقصِدِ الدينَ الإسلاميَ نفسَه".
° وكان كرومر في تقريره ١٩٠٦ قد هاجَمَ الإسلامَ والفِكرَ العربي الإسلامي في ثلاثةِ مواضع:
١ - إباحة الاسترقاق.
٢ - المرأة.
٣ - اجتماع الأصول المدنية والقانونية في الإسلام.
وقد رَدَّ عليه كثيرون، في مقدمتهم "فريد وجدي"، و"مصطفي الغلاييني"، والدكتور "شبلي شميل".
وإن لم يكن "كرومر" عدوًّا لله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، فليس على ظهرِ الأرض لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عدوٌّ.