العقائد، وأنه جَمَع خليطًا من الصور، وحَشَرها في ذِهنه، ثم هو سَلَّط قَلَمَه يَنثُرُها كما يشاءُ القَدَرُ لِيُدهِشَ بها مَن لا يَعرفُ الإسلام من الفرنساويين".
° وقال: "يجبُ على الباحثِ في الإسلام أن يَطلُبَه في كِتابه، كما يجبُ عليه أن يَطلُبَ آثارَه، والإسلامُ إسلامٌ، والمسلمون مسلمون، لا أُنكِرُ أن الزمانَ تَجَهَّمَ للمسلمين، كما كان قد تَنكَّر لغيرهم وابتلاهم بمن فَسَد من المتصوِّفة من عِدَّةِ قرون، فبَثُّوا فيهم أوهامًا لا نِسبةَ بينها وبين أصولِ دِينهم، فلَصِقَتْ بأذهانهم لا على أنها عقائدُ، ولكنها وساوس، قد تَملِكُ الجاهلَ وتُربِكُ العاقل، إذا لم يَغلِبْها بعوامل الدينِ الصحيح، فنَشَأ الكسلُ بين المسلمين بفُشُوِّ الجهل بأصولِ دينهم، أمَّا لو رَجَع المسلمون إلى الحقيقةِ مِن دينهم، لأَدوا فرضَهم، واستنبتوا أرضَهم، واستعزُّوا من الثروة، واعتَمدوا في نجاحٍ أعمالهم على مَعونةِ القَدَر، وأيقنوا في صَولتِهم عِلمًا أنْ ليس منَ الموتِ مفرٌّ، ثم سأل صائلُهم على مكانِ العِزة منها، ونال ما يَنالُ القَوِيُّ من الضعيف.
أما لو رَجَع المسلمون إلى كِتابهم، واستَرجعوا باتباعه ما فَقَدوه من آدابهم، لَسَمَتْ نُفوسُهم من العَيب، وطلبوا من أسباب السعادة ما هداهم اللهُ إليه في تنزيله وعلى لِسانِ نبيِّه، واستَجمعت لهم القوة، ودَبَّت فيهم الروحُ قوةً، وكان ما يلقاه "هانوتو وكيمون" من دينٍ صحيح شرًّا عليهما مما يَخْشوه من دين شوهته أيديهما.
ويرى "كيمون" أن يُخلَي وجهُ الأرضِ من الإسلام والمسلمين، ويستحسنُ رأيَ "هانوتو"، لولا ما يَقفُ في طريقِ ذلك من كثرةِ عددِ المسلمين .. وبئسما اختارَا لسياسةِ بلادهما أن يُظهِرا ضِغْنَهما وُيعلِنا رأيهما