° وقال في (ص ١٩): "لذا، فإن عَرْضًا موجَزًا لحالةِ المسيحية وقتَ ظهورِ محمدٍ -خاصةً في المنطقة التي شَهِدت ظهورَ دعواه-، ربَّما تُلفِتُ انتباهَ القارئِ في هذه المقدمة، هذا سيَظهرُ بوضوء أكثَرَ لماذا حَكَم اللهُ بأن ينقضَّ التضليلُ الإسلاميُّ على كنيسةِ المسيح، وبدون فَهم أحوالِ الكنيسةِ وقتَ ظهورِ الإسلام لاستحالَ الحكمُ الصحيحُ تمامًا على الإسلام".
° وقال في (ص ٢٣، ٢٤) عن فساد رجال الدين المسيحيين عند ظهور محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -: "هذا الفسادُ المُحزنُ في عقائدِ رجالِ الدين وأخلاقِهم، أعقَبَه -كما هو متوقَّعٌ- فسادٌ عامٌّ بين الجمهور، ورغمَ أننا لا يمكنُ أن نفترضَ أن اللهَ قد تَرك نفسه تمامًا وليس من شاهدٍ عليه في هذه الحِقبةِ المُظلِمة، فقد كان هناك عددٌ من المؤمنين الصادِقين قد تضاءلوا حتى أصبحوا أشبَهَ ما يكونون بمجردِ بقايا، وبدا أنَّ الرِّدةَ عن الدين الصحيح قد انتَشرت انتشارًا واسعًا، وبدا أن هذا الأمرَ في حاجةٍ إلى حُكم يأتي من السماء بالنظرِ لهذه الحال البائسة التي وَصلت إليها المسيحيةُ في الفترةِ التي سَبقت ظهورَ محمدٍ، فإننا نكونُ مهيَّئين لقبولِ حُكمِ الله بالسماح لهذا البلاءِ الكئيبِ بالظهور (يقصد الإسلام) أثناءَ هذه الأزمةِ التي ألَمَّتْ بالعالم".
° يقول "بريدو": "أخيرًا فَقَدَ اللهُ صَبْرَه، فقد طالت مُعاناتُه، فبَعث العربَ والمسلمين "السرسريَّة" ليكونوا أداةَ سَخطةٍ ليعاقبَهم لهذا، فانتهز المسلمون فرصةَ ضَعفِهم والتهائِهم بالمَجَامع الكَنَسيةِ التي سَبَّبت انقسامَهم، فاجتاحوهم، وألحَقوا بهم تدميرًا مرعبًا، واستولَوا على كلِّ الولاياتِ الشرقيةِ للإمبراطورية الرومانية، وثبَّتوا حُكمَهم الطاغيَ في هذه الولايات، وحَوَّلوا كنائسَهم في كلِّ مكانٍ إلى مساجد، وحَوَّلوا طقوسَ عباداتِهم إلى