للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حُبِّ المال أو الجشع، وحُبُّ المسرَّات لا يَحكمُ كليهما (الطموحُ والجشع) كما نلاحظُ في حالاتٍ كثيرة، فالإنسانُ قد يَهدِفُ لأن يكون عادلاً كريمًا، وأن يتصرفَ بوصفِه قِدِّيسًا عندما لا يكونُ لديه باعثٌ سِوى تقمُّصِ شخصيةِ نبيٍّ وسُلطانٍ مَلِكٍ، فإنْ كان محمدٌ حقيقةً قد تحلَّى بفضائلِ نبيٍّ، فلا شك أنه كان يضعُ عينيه على ما يَحُوزُه النبيُّ من مكافأةٍ أو جزاء، لكن لا ينبغي أن نقسوَ في حكمنا -دون مُبرِّرٍ- على صفاتِه الخُلقية، إننا نظنُّ أنه من غيرِ المُحتَمل ألاَّ تكونَ تصرُّفاتُه طيبةً وطبيعيةً ومتفتحةً ونبيلةً جذابةً وربما عظيمةً متسمةً بالشهامة وسَعَةِ الأفق، ونحن نظنُّ أن الكُتَّابَ المسيحيين ظلموا الرجل (يقصد محمدًا - صلى الله عليه وسلم -) نظرًا لمقتهم له، لكن طالمَا نحن نبغي الحقيقةَ التاريخيةَ فيما يتعلَّقُ بالإسلام ومؤسسِه، فإننا نجدُ أنه من الواضح أنه إذا كان يَمتلكُ في طبيعتِه صفاتٍ جديرةً بالثناء، فيجبُ أن يتوقفوا عند التعرُّفِ عليه في مِراحل تطورِ حياته، لأن صفاتِه السيئةَ تواكبُ نجاحاته، ومَيلُه لانتهاكِ القانون زاد كلَّما امتدَّ به العمرُ".

° وقال في (ص ١٦١): عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ربما كان مستواه (الحضاريُّ) عظيمًا بين القبائل البدوية، ولكنه ما كان ليكونَ أكثرَ من إنسانٍ عاديٍّ لو عاش في المحيط الأوربيِّ المتحضِّر .. كان منَ الممكنِ أن يَغرقَ مؤسِّسُ الإسلام وإمبراطوريتُه في بحرِ النسيان مع ملايينَ مجهولينَ من بني جِنسه كما تمتصُّ الرمالُ قطراتِ المطر في صحارى بلاده".

° وقال أيضًا في نفس الصفحة: "إن تاريخَ محمدٍ كلَّه يُظهِرُ أن التعصُّبَ والطموحَ والشهوةَ كانت هي الدوافعَ التي تحرِّكُه، كما كانت هي العواطفُ والانفعالاتُ المتأجِّجةُ في صدره، ويبدو أن التعصبَ قد راح

<<  <  ج: ص:  >  >>