قتلى كلِّ الغزوات التي انتصر بها الإِسلامُ على الشرك والوثنية، وغيَّر بها مَجرى التاريخ .. والتي لا يتعدَّى رقمها ٣٨٦ قتيلاً، هم جملةُ قتلى المشركين وشهداء المسلمين .. لنقارنَه برقم المليونيْن من الضحايا في الحروب الدينية التي أورد أخبارها الكهنةُ في أسفارِ العهد القديم، وزيادةً في التوثيق، نقدِّم هنا جدولاً بالغزوات الإِسلامية التي تمت في العصر النبوي .. وآخَرَ بالحروب التي وَرَدت أخبارُها وأرقامُ ضحاياها في العهد القديم ..
أما فتوحاتُ الإِسلام خارجَ إطارِ الشرك الوثنيِّ في شِبه الجزيرة العربية، فلقد كانت جميعُها حروبَ تحريرٍ لشعوبِ الشرق من القَهر الدينيِّ والسياسي والحضاري الذي مارسته قُوى وإمبراطورياتُ الاستعمارِ البِيزنطيِّ والفارسيِّ ضدَّ تلك الشعوب .. ولقد دارت جميعُ معاركِ هذه الفتوحات ضدَّ جيوشِ الاحتلال البيزنطيِّ والفارسيِّ .. ولم تَدُرْ معركةٌ واحدةٌ منها ضدَّ شعوبِ تلك البلاد .. بل لقد حاربَت شعوبُ تلك البلاد -وهي على دياناتها القديمة- مع العرب المسلمين ضدَّ الروم والفرس .. لتحريرِ بلادها .. ولتحريرِ ضميرِها من القهر والاضطهاد.