الأخيرة حركاتٍ أصوليةً مهمة، تَرفضُ لا السياسياتِ الغربيةَ فحسب، وإنما المبدأَ الأكثرَ أساسيةً للحداثة: التسامح المديني .. والعلمانية نفسها .. وإنه بينما تجدُ شعوبُ آسيا وأمريكا اللاتينية ودولُ المعسكر الاشتراكي وأفريقيا الاستهلاكيةَ الغربيةَ مُغرِيةً، وتودُّ تقليدَها -لو أنها فقط استطاعت ذلك-، فإن الأصوليين المسلمين يَرَون في هذه الاستهلاكية دليلاً على الانحلال الغربي".
° وُيعلن "فوكوياما" أن الحربَ هي حربٌ على الإسلام الرافضِ للحَدَاثةِ الغربيةِ والعِلمانيةِ الغربيةِ والاستهلاكيةِ الغربية، فيقول في "صراحة عارية" يُحمدُ عليها: "إن الصراعَ الحالي ليس -ببساطةٍ- معركةً ضدَّ الإرهاب، ولا ضدَّ الإسلام كدين أو حضارةٍ، ولكنه صراعٌ ضدَّ العقيدة الإسلاميةِ الأصوليةِ التي تقفُ ضدَّ الحَداثةِ الغربية .. وإنَّ التحدي الذي يواجهُ الولاياتِ المتحدةَ اليومَ هو أكثرُ من مجرَّد معركةٍ مع مجموعةٍ صغيرة من الإرهابيين، فبحرُ الفاشية الإسلامية -الذي يسبحُ فيه الإرهابيون- يُشكِّلُ تحديًّا أيديولوجيًّا هو في بعض جوانبه أكثرُ أساسيةً من الخطر الذي شكَّلته الشيوعية".
° ثم يتحدَّث "فوكوياما" عن "التطور الأهم" الذي يجبُ أن يَحدُثَ للإسلام ذاتِه، والذي يجبُ أن يتمَّ داخلَ الإسلامِ لتعديلِ الإسلامِ حتى يُصبح قابِلاً للحداثة الغربية والعلمانية الغربية فيقول: "إنَّ التطوُّرَ الأهمَّ ينبغي أن يأتي من داخل الإسلام نفسه، فعلى المجتمع الإسلامي أن يقرِّر فيما إذا كان يريدُ أن يَصِلَ إلى وضع سِلْمِيٍّ مع الحَدَاثة خاصةً فيما يتعلَّقُ