الغرب الخاص بصورةِ العدوِّ الوهمي، وهذه أيضًا فكرةٌ نمطيةٌ ثابتة " Topos" تعودُ جذورُها إلى القرون الوسطى، بَيْدَ أن بعضَ مظاهرِها قد تغيَّر كليةً في تلك الأثناء، فقد نَتَج عن التصوراتِ الإسلاميةِ الخاصةِ بالجنة -وما فيها من حُورٍ عين ذواتِ البكارة الأبدية، وكثرة زوجاتِ النبي، والحق الشرعي لكل مسلم في الزواج من أربع نساء-، إن القرون الوسطى المسيحية صوَّرت الإسلامَ على أنه الوليدُ الشهواني للشيطان، ومحمد على أنه وحشٌ جنسيٌّ آثم.
وهكذا كَتب في نهاية القرن الحادي عشر رئيسُ كاتدرائية مدينة "ماينتس Maiz" في ألمانيا "ايمبريخو Embricho" يقول: "إن المسلمين يحتفلون بجميع أشكالِ الزواج التي تُحرِّمها الشريعةُ الإلهية، ولأنهم جرَّدوكِ -أيتها الطبيعة- من حقوقِك غصبًا، تسعى المرأةُ إلى ممارسةِ السِّحاق مع نظيرتها، ويمارسُ الرجلُ اللواط مع مثيله، بل -وخلافًا للتقاليد- يُجامعُ الشقيقُ شقيقتَه، ولا تُمانعُ الأختُ المتزوجةُ أن يباضعَها أخوها الشيطان، الأبناء يَهتِكون عِرْضَ أُمِّهم، والبنت تَغتصبُ أباها، وكلُّ ما هو محبَّبٌ على هذا المِنوال، كانت الشريعةُ الجديدة (الإسلام) تُحلِّله".
نظرًا لِمثل هذه الكتابات السطحية الوضيعة، لا يستطيعُ المَرءُ أن يتخلَّصَ من الإحساسِ بأن هؤلاء الكُتَّابَ قد أرادوا إشباعَ تخيُّلاتِهم الجنسيةَ الشاذَّةَ من ناحية، وسَعَوا من ناحيةٍ أخرى إلى صَرفِ الأنظار عن أوضاعٍ معينةٍ موجودةٍ بالفعل في الغرب المسيحي، بما في ذلك الأديرة المسيحية، أو أنهم أرادوا توجيهَ الموعظةِ إلى الآثمين في المجتمعاتِ الغربية وبالرغم من أن الإسلام لم يَعُد يَتصدَّرُ تصوُّراتِنا العَدائيةَ كمركزٍ للدعارة الجنسية