للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى العصر الحديث .. وبعدَ أن انتَصر الغربُ في الحربِ الباردة، ها هو ذا الصراعُ يعودُ إلى المحورِ الرئيسي، وهو المواجهةُ بين الغربِ والإسلام، والسؤالُ هو: هل سيستعيدُ التاريخُ العسكريُّ الغربيُّ مِحورَه الرئيسيَّ الصحيح، أي المجابهةَ مع الإسلام، بعدَ أن انشَغل عنه منذ هزيمةِ الجيشِ التركيِّ على أبوابِ "فيينا" عام ١٦٨٣؟ هل سيُسلِّطُ "سيفُ الإسلام" الحربَ ضد أوروبا مدجَّجًا هذه المرةَ بأسلحةٍ حديثة، قد تكونُ منها القنبلة النووية الإسلامية؟! " (١).

° وُيضيفُ الباحث الألماني "هاينس ديترفنتر"، إلى أقوالِ قائدِ قواتِ حِلفِ الأطلنطي السابق أنه من الصعبِ التغاضي عن أقوالِ "كلفان" الذي يتهمُ اكثرَ مِن مليارِ مسلم في العالم بأنهم أعداءُ محتَمَلين للغرب، وهذا الرأيُ يَلقى انتشارًا في التفكير السياسي الغربي، فبعدَ عامين من إعلانِ قادةِ حِلفِ "الناتو" عن أن "العدو هو الإسلام" ظهرت نظريةُ "صموئيل هنتنجتون" عن صراعِ الحضارات، وقال فيها: "إن الصراعَ القائمَ في السياسةِ الدولية -بعدَ انتهاء الحربِ الباردة- هو صراعٌ بين الحضارة الغربية والحضارات الأخرى وأولها الإسلام".

ولا شك أن مواقفَ "هنتنجتون وكلفان" وغيرِهما لها انعكاساتٌ سلبيةٌ على علاقةِ الغربِ بالعالَم العربي والإسلامي، وتشجِّعُ التفكيرَ العدائيَّ ضدَّ الإسلام في الغرب، وتجعلُ العقلَ الغربيَّ يَرى أن الإسلامَ هو الإرهابُ والأعمالُ المتطرفةُ للمجموعات الإسلامية (٢).


(١) "صناعة العداء" (ص ٢١٦).
(٢) المصدر السابق (ص ٢١٨ - ٢١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>