حلفاء، ولكننا مرتبطون ببعضِنا بأكثرَ مما يعنيه الوَرَق! نحن مرتبطون معهم ارتباطًا أخلاقيًّا .. ولن يستطيعَ أيُّ رئيسٍ أمريكيٍّ أو كونجرس أن يسمحَ بتدميرِ إسرائيل"!.
° فما يريدة "نيكسون" هو "الإسلام الأمريكي أو الأورُبي"، لا الإسلام الذي أنزله اللهُ على قلبِ سيِّد البشر - صلى الله عليه وسلم -: "إن الإسلامَ الذي يريدُه الأمريكان حلفاؤهم في الشرق ليس هو الإسلامَ الذي يُقاومُ الاستعمار، وليس هو الإسلامَ الذي يُقاومُ الطغيان، ولكنه فقط الإسلامُ الذي يُقاومُ الشيوعية، إنهم لا يريدون للإسلام أن يَحكم، ولا يُطيقون من الإسلام أن يَحكم؛ لأن الإسلامَ حين يَحكم سيُنشِّئ الشعوبَ نشأةً أخرى، وسيُعلِّم الشعوبَ أن إعدادَ القوةِ فريضة، وأن طَرْدَ المستعمِرِ فريضة، وأن الشيوعية -كالاستعمار- وباءٌ، فكلاهما عدوٌّ، وكلاهما اعتداء .. الأمريكان وحلفاؤهم إذن يُريدون للشرق "إسلامًا أمريكانيًّا"، يجوزُ أن يُسْتَفتَى في مَنع الحمل، ويجوز أن يُستفتى في دخول المرأة البرلمان، ويجوزُ أن يُستفتى في نواقضِ الوضوءٍ، ولكنَّه لا يُستفتَى أبدًا في أوضاعنا السياسيةِ والقومية وفيما يربطُنا بالاستعمارِ مِن صِلات، فالحُكم بالإسلام، والتشريعُ بالإسلام، والانتصارُ للإسلامَ لا يجوزُ أن يَمَسَّها قلم، ولا حديث، ولا استفتاء" (١) في الإسلام الأمريكاني!!!
(١) من كتاب "أمريكا من الداخل" لسيد قطب نقلاً عن مقال "سيد قطب والسلام الأمريكاني" للدكتور جابر قميحة - صحيفة "آفاق عربية" - القاهرة في ٢٧/ ١٢/ ٢٠٠١ م - انظر "مجلة الرسالة" سنة ١٩٥١.