بهذا العنوان:"المسلمون خَلفَ الحِصار الغربي" لمؤلِّفَيْه "جراهام فوللر" -النائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي-، وزميله "إيان لِسر"، وكلاهما يَعملُ في مؤسسةٍ تابعةٍ لمؤسسة "أرويو"، والكتابُ ثمرةُ مشروعٍ استكشافيٍّ أشرفَ عليه المؤلِّفانِ ضمنَ برنامج "الاستراتيجية والعقيدة" الذي أعدَّته مؤسسة "راند"، وقد صدر الكتابُ أيضًا تحت رعاية "المركز الأعلى لدراسات المشرق العربي"، وهو مركزٌ تابعٌ لمؤسسة "راند"، وتم نشرُ الكتاب في كلٍّ من بولدر - كولورادو - وسان فرانسيسكو - وكاليفورنيا - أكسفورد - وإنجلترا في سنة ١٩٩٥، وقام "مركز الأهرام للترجمة والنشر" بترجمة الكتاب إلى العربية ونَشْرِه في القاهرة في سنة ١٩٩٧ م، وقام بترجمته الأستاذ "شوقي جلال" تحت عنوان "الإسلام والغرب بين التعاون والمواجهة".
° ذكر الكاتبان تحت عنوان "الإسلام كبدعةٍ مسيحية" ما ترجمتُه: "وهكذا فإنَّ نظرةَ الإسلام إلى المسيحية هي أنه -بَعْدَ أن قدَّم يسوعُ المسيحُ إلى العالَم بتعاليمَ جديدةٍ مهمةٍ أوحى بها اللهُ إليه- انحرف المسيحيون عن رسالته، واتخذوا الرسولَ المرسَلَ إليهم إلهًا يعبدونه من دون الله ذاتِه، وواقعُ الحالِ أنه باستثناءِ الزعم أنَّ يسوعَ المسيح ابنُ الله، وباستثناءِ الرواية عن قيامه، نجدُ أجزاءَ كثيرةً من التاريخ المسيحيِّ واليهوديِّ هي في صُلبِ الإسلام تمامًا، ذلك أن المسلمين يَرَوْن كُلاًّ من موسى وعيسى نبيِّين من أنبياءِ الله مِثلَ عددٍ كبير من أنبياءِ العهد القديم؛ ومعنى ذلك أن هناك مساحةً واسعةً من الاتفاقِ مع وجودِ بعضِ الخلاف، وإن كان من الصعب فَهْمُ مُبرِّراتِ أن يؤدِّيَ ذلك الخلافُ إلى صدامٍ حضاريٍّ على أساسٍ من العقيدةِ