للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمفترين، والطاغوت، والكبائر، والمحرِّضين، والبهتان، والكافرين".

ويمكنُ القولُ: إن الكتابَ يدورُ كلُّه من أوَّله لآخِرِه على المسلمين ونبيِّهم والكتابِ الذي أنزله الله عليه: لا يَشتُمُ غيرَهم، ولا يحاولُ أن يَخْتِلَ أحدًا عن دينهِ سواهم، ولا يترك شيئًا أيَّ شيءٍ في دينهم دونَ أن يُسفهِّه ويُزْرِيَ به مناديًا إياهم في مُفتَتَحِ كلِّ سورةٍ تقريبًا من سور "ضلالهم المبين" بـ "يا أَهل الجهل"، أو "يا أهل الظلم من عبادنا"، أو "يا أيها الذين ضلُّوا من عبادنا"، أو "يا أيها الذين أشركوا من عبادنا الضالين"، أو "يا أيها الذين كفروا من عِبادنا الضالين"، أو "يا أيها المنافقون من عِبادنا الضالين"، أو "يا أيها المفترون من عبادنا الضالين"، أو "يا أهل التحريف من عبادنا الضالين"، ولكن لِمَ يا تُرى؟ السببُ هو أن المسلمين يُوحِّدون اللهَ ولا يَنسِبون له وَلَدًا سبحانه! ولأنهم يُصَلُّون له وحدَه ولا يُشرِكون في عبادتِهم له أحدًا من خَلقِه، قال تعالى: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [البروج: ٨].

° أو لَم تجِدوا في طولِ الأرض وعَرضِها على رَحْبها واتِّساعها مَن يَحتاجُ إلى الهِدايةِ إلاَّ المسلمين؟ أوَ لَم يأتِكم نبأُ عُبَّادِ البقرِ أو عُبَّادِ النارِ أو عُبَّادِ الشيطانِ أو الشيوعيين مثلاً؟ أَوَقَدْ نَسيتم ما كنتم تقولونه في اليهود الذين تتهمونهم بقتل ربِّكم؟! ألَا يَحتاجُ أيُّ مَن هؤلاء أن تُولُوه شيئًا مِن هذا الحَنان الزائفِ الذي تُغدِقُونه علينا بالإكراه والذي تُسمُّونه: "المحبة"؟.

ثم تقولون لنا بعد ذلك: إن دينَكم هو دينُ المحبة! أيَّةُ محبةٍ تلك التي تُسوِّلُ لكم التطاولَ علينا واتِّهامَنا مع ذلك كلِّه بأننا نحن المعتدون القاتِلون اللصوصُ السارقون، وفي الوقت الذي تَهجمون فيه على بلادِنا وتُدمِّرونها

<<  <  ج: ص:  >  >>