للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَمُوذجهم العقدي فيما يتعلَّقُ بالولاءِ والبراء، فقد ضَمَّنوا هذا الكتابَ ما يتَّفقُ والسياقَ العقديَّ المرغوبَ فيه الخاليَ من أيِّ موقفٍ دينيٍّ صارمٍ تُجاهَ أعداءِ الإسلام، فيذكر في سورةِ ما يقال عنها "الصلاح" المكذوبة من نفي المعاداة الكافرين، والبراءة من الضالين والملحدين بقولهم: "يا أيها الذين ضَلُّوا من عِبادنا هل ندلُّكم على تجارةٍ تُنجيكم من عذابٍ أليم، تحابُّوا ولا تباغَضوا، وأحِبُّوا ولا تكرهوا أعداءكم، فالمحبةُ سنَّتُنا وصراطُنا المستقيم .. وسُكُّوا سيوفَكم سككًا ورماحَكم مناجلَ ومِن جنى أيديكم تأكلون".

ويستمرُّ الإجرامُ في منهجيته في الآياتِ المزعومة القائلة: "وكم من فئةٍ قليلةٍ مؤمنةٍ غَلبت فئةً كثيرةً كافرةً بالمحبةِ والرحمةِ والسلام"!!.

• وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُبايعُ أصحابَه على الولاءِ للمسلمين والبراء من الكافرين، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "أبايعُكَ على أن تعبدَ اللهَ، وتُقيمَ الصلاةَ، وتؤتيَ الزكاة، وتُناصِحَ المسلمين، ونُفارِقَ المشركين" (١).

° قال أبو الوفاء بن عقيل: "إذا أردت أن تعرفَ محلَّ الإسلام من أهلِ الزمان، فلا تنظرْ إلى زِحامهم في أبوابِ المساجد، ولا ضجيجِهم في الموقفِ بـ "لبَّيكَ"، وإنما انظرْ إلى مواطأتِهم أعداءَ الشريعة، عاش ابنُ الرَّاوندي والمَعَرِّي عليهما لعائن الله يَنظِمون وينثرون كُفرًا .. وعاشوا سِنين .. وعُظِّمت قبورُهم، واشتريتُ تصانيفهم، وهذا يدلُّ على برودة الدين في القلب" (٢).


(١) حديث صحيح: رواه النسائي في "البيعة" (٦ - ٤١)، وصححه الألباني في "صحيح النسائي".
(٢) "الآداب الشرعية" لابن مفلح (١/ ٢٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>