للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَعَينا جاهِدين أن نُوصِّلَ القضيةَ للعالَم ليتحرك، وقد تناولت بعضُ القنواتِ الفضائيةِ ذلك في مَطْلَع شهرِ رمضان، ومع ذلك لم نسمعْ ما يُثلجُ صُدورَنا حتى إني كنتُ أقولُ لنفسي: أيُعقل هذا من أُمةِ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - أن تَخذُلَه، وقد لُمْتُ وعاتبتُ البعضَ، ولكنَّ ما رأيتُه في هذه الأيام أعاد لي الأملَ في هذه الأمةِ وأنها ما زالت بخير والحمد لله، ولكني أُهيبُ بالجميع أن لا يكونَ ذلك رِدَّةَ فِعل عاطفية مع أن العواطفَ مطلوبة، لكنْ نأملُ أن نضعَ خُطةً متكاملةً فيها الذبُّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قولاً وفعلاً، فنواجِهُ مَن يعتدي عليه، وعلينا أن نجتهدَ في تعريفِ العالَم بشخصيةِ النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - على شتَّى الصُّعُد، ولعلَّنا بذلك إنِ اجتَهدنا أن نُكفِّر عن تقصيرِنا، ونُساهمَ في رفع العقاب عنا لو سكتنا عن مُنكر عظيم كهذا.

البيان: ما رأيُك بالمقاطعةِ الإسلاميَّة لمنتجاتِ الدانمارك: هل ستؤثَّرُ سلبيًّا على المنتجات الدانماركيَّة؟ لأنَّ بعضَهم يقول: إنَّ المقاطعةَ فِكرةٌ غيرُ ذاتِ جدوى اقتصاديًّا؛ لأنِّ هذه المنتجاتِ الدانماركيِّةَ تندرجُ تحت قائمةِ الامتيازِ التجاري، فالمتضرِّرُ من المقاطعةِ هم الوكلاءُ التجاريون، الذين يَحمِلون امتيازَ بيعها في البلاد، فما رأيكم بهذا القول؟.

- موضوعُ المقطاعة من باب: "آخِرُ الدواءِ الكَيُّ "، واسمَحوا لي أن أقول: إن المقاطعة ستؤثر دون شكٍّ اقتصاديًّا على الدانمرك، لكنَّ خسارةَ الدانمرك القيميةَ والمعنوية أكبرُ بكثير من خسارتِها المادية؛ لأن خسارةَ المال قد تُعوَّضُ مثلاً من الاتحادِ الأوروبي أو غيرِ ذلك، لكن الذي خَسِرته الدانمركُ اليومَ هو سُمعتُها التي ينبغي أن تكون جميلة على مستوى العالم، وهي التي لديها مُقدَّراتٌ تُعينُها على أن تتبؤَّأ منزلة قويَّةَ في عالَمنا اليوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>