° وقال الدكتور "العجمي الدمنهوري" - رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين، ورئيس جبهة علماء الأزهر-: "كم كنتُ أودُّ أن تختلفَ لغةُ هذا البيانِ عن هذا الأسلوبِ الضعيف.
ويتساءل: ما فائدةُ هذه الأمَّة إنْ لم تدافعْ عن نبيِّها ورسولها - صلى الله عليه وسلم -؟! وكيف نتحدَّثُ عنه ونساويه بأي شخصٍ ميت؟! ".
إن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يمكن وَضعُه في صفٍ واحدٍ مع أيّ من الأموات، وإنَّ اقتصارَ الدفاع عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لمجردِ أنه ميت فقط يُمثل إهانةً لشخصه الكريم، كما أن الموتَ ليس معيارًا للدفاع عن كل مَن ماتوا فمنهم المفسدون ومُجرمو الحروب الذين يَخضعون للنقد والتقييم في كل زمانٍ ومكان .. إنَّ القرآنَ الكريمَ نفسَه قد ذَكَر بعضَ الطُّغَاةِ ممن انتهت آجالُهم وماتوا -مثلَ فرعونَ وهامانَ وقارونَ وقوم عادٍ وثمود-، الذين قال الله فيهم:{وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَة .. }، فهل يعقل أن نضعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - في صفٍّ واحدٍ مع هؤلاء لكونهم موتى؟!.
إنَّ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - يَعيش بقِيَمِهِ وتعاليمِه وأحاديثه وآدابِه في نفوسِ ما يَزيدُ على مليار مسلم .. وإن الإساءةَ إليه هي إساءةٌ لكلِّ المسلمين.
• ولقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الأنبياءُ أحياء في قبورهم يُصَلُّون"(١).
(١) صحيح: رواه أبو يعلى (٣٤٢٥) وتَمَّام في "الفوائد" (٥٨) .. وقال الهيثمي في "المجمع" (٨/ ٣٨٦): "رواه أبو يعلي والبزار، ورجال أبي يعلى ثقات" .. وصححه العلامة الألباني في "صحيح الجامع" (٢٧٩٠) و"الصحيحة" (٦٢١) .. وصححه أيضًا الشيخ حسين الداراني محقق "مسند أبي يعلى".