البابا عن الإسلام دونَ أن يرجعَ إلى كتابه المقدَس "القرآن" وبيانِه من سُنَّةِ نبيِّه محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، واكتفى بذِكرِ حوارِ دارَ في القرن الرابع عَشَر بين إمبراطورٍ بيزنطيٍّ ومسلمٍ فارسيٍّ مثقَّفٍ، وكان مما قاله الإِمبراطور للرجل:"أرني ما الجديدُ الذي جاء به محمدٌ؟ لن تَجِدَ إلاَّ أشياءَ شريرةً وغيرَ إنسانيةٍ، مِثلَ أمرِه بنشرِ الدين -الذي كان يبشِّرُ به- بحدِّ السيف! ".
ولم يذكر البابا ما رَدَّ به الفارسيُّ المثقف على الإمبراطور.
ونسي البابا: أن محمدًا جاء بالكثيرِ الكثيرِ الذي لم تأتِ به المسيحيةُ ولا اليهودية قَبلَها، جاء بالمَزج بين الرُّوحيةِ والماديَّة، وبين الدنيا والآخرة، وبين نورِ العقل ونورِ الوحي، ووازَنَ بين الفردِ والمُجتمع، وبين الحقوقِ والواجبات، وقَرَّر بوضوح الإخاءَ بين الطبقاتِ داخلَ المجتمع، وبين المجتمعاتِ والشعوبِ بعضِها وبعض، وقال كتابه:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا .. }[الحجرات: ١٣].
* ونَسَخ كثيرًا من الأحكام التي كانت أغلالاً في اليهودية، كما قال تعالى:{وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ}[الأعراف: ١٥٧].