"سورة آل عمران"، وللمسيح وكتابه في القرآن مكانٌ معروف، ونحن لا نُريد أنْ نُصَعِّدَ الموقفَ، ولكن نريدُ تفسيرًا لِمَا يَحدُث، وما المقصود من هذا كلِّه؟! كما نطلُبُ مِن حَبرِ المسيحية أن يعتذرَ لأمةِ الإسلام عن الإساءةِ إلى دينها.
° هل يريدُ الحَبرُ أن نُغلِقَ أبوابَ الحوار، ونستعدَّ للصراعِ في حربٍ -أو حروبٍ- صليبيةٍ جديدة؟!.
° وقد بدأها "بوش" وأعلنها صريحةً باسم "اليمين المسيحي"، ونحن ندعو إلى السَّلْم؛ لأن دينَنا يأمرُنا بذلك، ولكننا إذا فُرضت علينا الحرب خُضناها كارهين، نتربَّصُ فيها إحدى الحُسنَيَين، كما قال قرآننا {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}[البقرة: ٢١٦].
• وكما قال نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم -: "لا تتمنوا لقاءَ العدو، وسَلُوا اللهَ العافية، ولكن إذا لَقِيتُموه فاثبُتوا، واعلَموا أن الجنةَ تحتَ ظِلالِ السيوف" متفق عليه.
فنحن ندعو إلى التسامح لا إلى التعصب، وإلى الرِّفق لا إلى العُنف، وإلى الحوارِ لا إلى الصدام، وإلى السلام لا إلى الحرب، ولكنَّا لا نقبلُ أن يهاجِمَ أحدٌ عقيدتَنا ولا شريعتَنا ولا قِيمَنَا، ولا أن يَمسَّ نبيَّنا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بكلمةِ سَوء، وإلاَّ فقد أَذِن اللهُ لنا أن ندافعَ عن أنفسنا، فإن الله لا يحبُّ الظالمين.
رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين/ يوسف القرضاوي