للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي} [سبأ: ٥٠].

* فكيف يَحصلُ لسفهاءِ العقول وأخفَّاءِ الأحلام الاهتداءُ إلى حقائقِ الإيمان بمجرَّد عقولهم دونَ نصوصِ الوحيِ حتى اهتَدَوا بتلك الهدايةِ إلى المعارضة بين العقل ونصوصِ الأنبياء؟! {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (٨٩) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا} [مريم: ٨٩ - ٩٠] (١).

° إن للعقل دَورًا لا يتعدَّاه، فهو كالميزان الحسَّاسِ، فهو أصلحُ شيءٍ في موضعه، تَزِنُ به ما دَقَّ من الأوزان، فإن استعملته في خارج طَورِه وما أعِدَّ له أفسَدْته، فلا يصلحُ أن تَزِنَ به جِبالَ الدنيا.

° ولا تعارُضَ بين العقل السليم والوحي الكريم، ولشيخ الإسلام ابن تيمية كتابٌ عظيمٌ مفخرةٌ للمسلمين هو "درء تعارض العقل والنقل"، فارجع إليه فإنه نفيسٌ نفيس يُكتب بماء الذهب.

° والذين يدَّعون معارضةَ العقلِ للنقلِ، وقدَّموا العقلَ على الوحي إنَّما يسيرون على طريقةِ الشيخ أبي مرَّة "إبليس"، فهو إمامُهم، وهذا ميراثٌ عنه ..

فعلى عُقولِكُمُ العَفَاءُ لأنكم … عادَيتمُ المعقولَ والمنقولَا

وطلبتمُ أَمْرًا مُحالاً وهو إدْ … راكُ الهدى لا تتبعون رسولَا

وزعمتمُ أن العقولَ كفيلةٌ … بالحقِّ أين العقلُ كان كفيلَا؟!


(١) "مختصر الصواعق" (١/ ٢١٥ - ٢١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>