للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° وانظر إلى المعقولاتِ عند اليابانيِّين والهنودِ وهم الذين بَرَعوا في الصناعاتِ ولم يُوجد لهم نظيرٌ يُكافِئُهم أو ينافسُهم فيها .. كيف هَدَتهم عقولُهم إلى عبادة "بوذا"!! وكيف هَدَت عقولُ الهند الهنودَ إلى عبادةِ البقرة حتى يقول غاندي: "عندما أرى البقرةَ، لا أجدُني أرى حيوانًا، لأني أعبدُ البقرة، وسأُدافعُ عن عبادتها أمامَ العالَم أجمع".

° ومضى عابدُ البقر يقول: "إنَّ ملايين الهنود يتَّجهون للبقرة بالعبادةِ والإجلالِ، وأنا أعُدُّ نفسي واحدًا من هؤلاء الملايين" (١).

مَن أنتَ يا رِسْطُو وَمَن … أفلاطُ قَبْلَكَ يا مُبَلَّدْ؟!

ومَنِ ابنُ سينا حين قَرَّر مـ … ـا هَدَيتَ له وأرشدْ؟!

هل أنتم إلاَّ الفراش ُ … وقد رأى نارًا توهَّجْ؟!

فلنا فأحرقَ نفسَه … ولو اهتدى رشدًا لأبعَدْ

فلتخْسَأِ الحكماءُ عن … ربٍّ له الأفلاكُ تَسجُدْ

° وانظر كيف هَدَت عقولُ الجهميَّةِ والفلاسفةِ أن يَزعموا أن نصوصَ الأنبياءِ غيرُ مطابقةٍ للحقيقة، وإنما كَذَبها الأنبياءُ على العَوَام؛ لأنَّ مِن مَصلحةِ العوامِّ أن يُخاطَبُوا بما يوافِقُ عقولَهم، وقد وَضَع الفلاسفةُ قانونَهم على هذا الأصل، كالقانون الذي ذكره ابن سينا في رسالته "الأضحوية" (٢).

° يقول ابن تيمية: "وهؤلاء يقولون: الأنبياءُ قَصَدوا بهذه الألفاظ (٣)


(١) "نظرات في النبوة" لصلاح الدين المنجد (٤/ ٣٢) -مكتبة القدس- بغداد.
(٢) مقدمة كتاب "درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية" للأستاذ محمد رشاد سالم (ص ١١) - دار الكنوز الأدبية.
(٣) أي الجنة والنار والملائكة واليوم الآخر.

<<  <  ج: ص:  >  >>