جبريل عليه السلام- يؤدي وظيفةَ الوحي الذي لم يَنقطع عن طريقِ الكنيسةِ ورِجالاتها، ممثَّلين في شخصِ البابا، وبما أن "الإيمان" في العقيدةِ النصرانية يقومُ على ثلاثةِ أُسس، هي: الإيمان بـ "الأب، والابن، والروح القدس"، فسيَظلُّ تطبيقُ الأساسِ الثالثِ مرتبطًا بعصمةِ البابا الذي له وضعيَّةٌ خاصة مع "الروح القدس" كم يزعمون، وأيضاً لأن ذلك البابا -من ناحيةٍ أخرى- هو النائبُ المفوَّضُ للقيام بوظيفة "بطرس الرسول" أحدِ تلاميذ المسيح عليه السلام، الذي يَدَّعون أن عيسى قال له:"فوقَ هذا الهيكل -يعني: الجسد- سوف أبني كنيستي"، يعني ستكونُ كنيسةُ المسيح في المكان الذي سيموتُ فيه، ولما كانت وفاةُ "بطرس" في روما، فقد أصبح لروما -أو جزءٍ منها وهو الفاتيكان- خصوصيةٌ كَنَسِيةِ، وهي خصوصيةٌ تَرْقَى إلى أن يكونَ المسؤولُ الأولُ عن تلك الكنيسةِ مُفوَّضًا عن الإلهِ في الحل والربطِ، مثلَما فَوَّض المسيحُ تلميذَه "بطرس" بذلك، عندما قال له -كما يُدَّعي-: "وأُعطيك مِفتاحَ ملكوتِ السماوات، فكل ما تربِطُه على الأرض يكونُ مربوطًا في السماوات، وكل ما تَحُلُّه على الأرض يكون محلولاً في السماوات"[إنجيل مَتَّى ١٦ - ١٩].
إن بابا الفاتيكان الذي يَعتقدُ في نفسه، ويَعتقدُ فيه أتباعُه أنه واسطة "الروح القدس" وخليفةُ "الرسول بطرس" قد صَدَّق أن لديه تفويضًا من الله، يَحُل ما يَحُل، ويَربِطُ ما يربِط كما يشتهي، فاتَّجه إلى دينِنا يَحُل فيهِ ويربط، ويُرغي فيه ويُزبِد، ولهذا قرر -بناءً على قرارِ العصمة- أن العقيدةَ في الإسلام لا تتماشى مع المنطق أو العقل، وأن الإسلامَ الذي يَدينُ به