للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العقلاء، بل نَهى بعضُهم عن تكفيرِ النصارى، وعَدَّ ذلك من الإجراء الذي لا يتبغي ذِكره في هذه المرحلة!.

وعندما زعم البابا أن الإسلامَ انتَشر بحدِّ السيف، بادَرَ بعضهم إلى نفي التُّهمة، وأنكَرَ "جهادَ الطلب"، وقَصَر الجهاد في الإسلام على "جهاد الدفع" فحسب.

وعندما دَخل بعضُ الإسلاميين حَلْبَةَ المُعتَرَكِ السياسي، شَنَّ العلمانيون هجومًا شرسًا على المشروع الإسلامي وما أسمَوه بـ "الدولة الثيوقراطية"، فلم يَجِدْ بعضُ هؤلاء إلاَّ المناداةَ بالدولةِ المَدَنية، ونحوَ ذلك من الشعارات الانهزامية!.

إنَّ هذه الانهزاميةَ تُرسِّخ نمطًا من أنماطِ التَّبَعةِ التي هَمُّها إرضاء الناس، ولا تلتفتُ كثيرًا إلى رضا الخالقِ سبحانه وتعالى.

صحيحٌ أن زمنَ الاستضعاف له فِقهُهُ أولوياتُه، لكن لم يَقُلْ أحدٌ من أئمةِ العلم: إن تحريف الدينِ أو التنازلَ عن بعضِ أصولِه وأحكامِه مِن الفِقهِ في شيءٍ؛ فمَن لم يستطعْ أن يقولَ الحق، فلا يجوزُ له أن يقولَ الباطل" (١).

أَفتُنشَرُ هذه اللغةُ وتَصيحُ لها الأبواقُ، بينما مَكْرُ الليل والنهارِ قائمٌ على قَدَمٍ وساقٍ من كلِّ غربيٍّ صليبي؟ "بوش"، "كونداليزارايس" -ابنة القس-، "ديك تشيني"، "دونالد رامسفيلد"، والمخطِّطَيْنِ البارزَين أعدى أعداء الإسلام "كارل روف" و"بول وولفويتز"؟!.


(١) "مجلة البيان"- لعدد (٢٣٠) (ص ٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>