سبتمبر! .. فما أصبح معروفًا يقينًا رغمَ التمويهِ الشديد، أن الأياديَ المدبِّرةَ أمريكيةٌ رفيعةُ المستوى، وكان هدفُ المحاضرة واضحًا في ربطِه بين الإسلام والإرهابِ والشر .. أي أنه موقفٌ متعمَّد.
° ولقد جاء ردُّكم وتعبيرُكم عن "الحزن" الذي انتابكم من ردودِ الأفعال التي أثارتها محاضرتُكم كعُذرٍ أقبحَ من ذنب، فالباحثُ الأكاديميُّ حينما يَستشهدُ في بحثه، يكونُ ذلك لأحدِ أمرين: إمَّا لتأييدِ موقفِه، وإمَّا لِنَقدِ ذلك الاستشهاد، ولا يوجدُ هناك ما يسمَّى باستشهادٍ لا يُعبِّرُ عن رأيِ كاتبهِ بالمعني الذي حاولتم التبريرَ به: فالكاتبُ هو الذي يَستشهدُ.
وقولُكم: إن هذه العبارات لا تُعبِّرُ عن رأيكم الشخصي، في الوقت الذي يؤكدُ صُلبُ المحاضرةِ وسابقُ كتاباتكم -وخاصةً خطابُكم الرسوليُّ-، كلُّها كتاباتٌ تؤكدُ أنكم تعنونه، وذلك يَضعُكم في مصافِّ أولئك الباحثين الذين يضعون أفكارَهم على لسانِ غيرِهم حتى لا تُحسَبَ عليهم خشيةَ عواقبها .. وهو موقفٌ علميٌّ يوصفُ بالجُبن، ولا يَليقُ بمَن في مكانتكم.
° وحتى التصريحُ الصادرُ عن المكتبِ الإعلاميِّ للفاتيكان يوم السبت ١٦/ ٩/ ٢٠٠٦ والذي استَشهد فيه المتحدثُ الرسمي بقرارِ وثيقة "في زماننا هذا" الصادرةِ عن مَجمع الفاتيكانِ الثاني سنة ١٩٦٥، فهو أيضًا بمثابةِ عُذرٍ أقبحَ من ذنب، ويكشف عن الموقفٌ غيرِ الكريم والملتوي -لكي لا أقولَ ذو الوجهين- للفاتيكان، فمن يَطَّلعُ على مَحاضرِ صياغةِ هذا النص تحديدًا، يُصابُ بالغَثَيان مِن كثرةِ ما جاهَدَ كاتبوه لاستبعادِ أن العربَ من سُلالةِ إسماعيل الابنِ البِكر لسيدنا إبراهيم، ولا ينتمون إليه، وإنما يتخذونه مَثلاً!. وأستبعاد حتى أن الله قد خاطَبَ المسلمين عن طريقِ الوحي إلى