للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ناصرة الجليل" (١١: ٢١)، و"قد قام فينا نبيٌّ عظيم" (لوقا: ١٦: ٧) ..

ورَغمَ كلِّ هذه التأكيدات التي لا تزالُ موحودةً ولم تُمْحَ بعد، قامت المؤسسةُ الكَنَسيَّةُ بإعلانِ أنَّ يسوع "إلهٌ حقيقيٌّ من إلهٍ حقيقي، مولودٌ وليس مخلوقًا، ومشاركٌ لآب في الجوهر" .. وبعدَ ذلك جَعَلَتْه اللهَ شخصيًّا، فهل تتمشَّى كل هذه المغالطاتِ مع العقل والمنطق -رغم أنها أدَّت إلى تقسيم المسيحية وإلى مذابح بين أتباعها؟!.

° وفي "مَجمع القسطنطينية الأول" تمَّت إضافةُ أن "الروح القدس مشارِكٌ للآب في الجوهر"، ممَّا أدَّى إلى انفصالٍ آخَرَ للكنائس، وفي "مجمع أفسوس" سنة ٤٣١ أقرَّ المَجمعُ بدعة "أن مريم أم الله"، ممَّا أدَّى إلى معاركَ وانفصالاتٍ أخرى .. وفي "مجمع خلقيدونيا" سنة ٤٥١ أقر "الطبيعة الثنائية ليسوع" .. وكلُّها عقائدُ وقراراتٌ لا يَذكرُ ولا يَعرفُ عنها يسوعُ أيَّ شيءٍ، فهل هذا يتمشَّى مع العقل والمنطق؟!.

° والمعروفُ من إصداراتكم أنه لم يَتِمَ تقبُّلُ عقيدةِ التثليثِ لقرونٍ طويلةٍ بين الكنائس، بحيث نُطالعُ في قرارِ مجمع "فلورنسا" المنعقدِ سنة ١٤٣٩، الذي راح يُحدِّدُ لليعاقبة معنى الثالوث لفرضِه بلا رجعة، ويَنصُّ القرارُ على ما يلي: "إن العلاقةَ وحدَها هي التي تُفرق بين الأشخاص، لكن الأشخاصَ الثلاثةَ يُكوِّنون إلهًا واحدًا وليس ثلاثةَ آلهة؛ لأنَّهم من جوهر واحد، وطبيعةٍ واحدة، وألوهيةٍ واحدة، وضخامةٍ واحدة، وخلودٍ واحد، وإن ثلاثتَهم واحدٌ حيث لا تُمثِّلُ العلاقةُ أيَّ تعارض".

وعلى الذين لا يَرُوقهم هذا الوضوح تُجيب الكنيسة: "إنه سرٌّ"! فهل مِثلُ هذا المنطق هو الذي تَرَونه يتمشَّى مع العقلِ السليم؟!.

<<  <  ج: ص:  >  >>