للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

° أو قول القائل:

وكنت امرأً من جُندِ إبليس فارتقى … بي الدَّهْرُ حتى صار إبليسُ من جندي

فلو مات قبلي كنت أُحسِنُ بَعْدهُ … طرائقَ فِسْقٍ ليس يُحْسِنُها بعدي

وهؤلاء الشياطينُ في قبضةِ الله عز وجل، لا يفعلون شيئًا من هذا كلِّه، ولا يَقدرون على شيءٍ من عداوةِ الأنبياء بقُدرةٍ ذاتيَّةٍ فيهم .. لا يَقدِرون على شيءٍ من ذلك إلاَّ بالقَدْرِ الذي يشاؤه الله، فإرادتُهم مقيدة بمشيئة الله، وقدرتُهم محدودةٌ بقَدَر الله، ومَردُّ الأمرِ كلِّه إلى الله، فانظر إلى هوانِ الشياطين من الإنس والجن، وهوانِ كيدِهم وأذاهم، هذا الكيدُ على ضخامته وتجمُّع قوى الشرِّ العالمية كلِّها عليه هو مقيَّدٌ مغلول، والمؤمنُ الذي يعلمُ أن ربَّه هو الذي يُقَدِّر، وهو الذي يأذَن، خليق أن يستهينَ بأعدائه من الشياطين؛ مهما تبلغ قوتهم الظاهرة وسلطانُهم المُدَّعى.

{فَذَرْهُمْ وَمَما يَفْتَرُونَ}، فالله من ورائهم، قادر على أخذهم، مُدَّخَرٌ لهم جزاؤهم.

* وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (٣١)} [الفرقان: ٣١].

° قال ابن كثير: "وكفى بربك هاديًا ونصيرًا: أي لمن اتبع رسولَه وآمَنَ بكتابه وصَدَّقه واتَّبعه، فإن الله هاديه وناصرُه في الدنيا والآخرة، وإنما قال: {هَادِيًا وَنَصِيرًا}؛ لأن المشركين كانوا يصدُّون الناسَ عن اتِّباع القرآن لئلاَّ يهتديَ أحدٌ به ولِتغلبَ طريقتُهم طريقةَ القرآن".

ويكفي أن القرآنَ نَعَتهم بهذا النعتِ القبيح "المجرمين" وهم فاسدون

<<  <  ج: ص:  >  >>