خارجٌ عن الأصل، ولهذا يُخطىُء كثيرًا مَن يُحسِنُ الظنَّ بهم ويُوادُّهم ويلتمسُ لهم المعاذيرَ ويُثنِي عليهم، وإنما تَحسُنُ أخلاقُهم إذا تحقَّقت مصالحُهم ومكاسبُهم المادية.
الثاني: القتالُ للأعداءِ وسيلةٌ مشروعةٌ في الإسلام، وهي من محاسِنِ هذا الدينِ وكمالِه، ودليلٌ على عِزَّةِ الإسلام وأهله، وهو ثابتٌ بنوعيه "قتال الطلب" و"قتال الدفع"، وإنَّما شُرع "قتال الطلب" لإعلاءِ كلمةِ الله، وتحريرِ الخلقِ عن الظلم، وإزالةِ العوائقِ عن معرفةِ الحقِّ واتباعِه، ولم يُشرَعْ لاستعبادِ الناس وإكراهِهم على الدخولِ في الدين.
ولا شكَّ أن الإسلامَ انتَشر في كثيرٍ من الأصقاعِ بالقتال والتاريخُ شاهدٌ بهذا، كما أنه انتَشر أيضًا في البلادِ الأخرى بالدعوةِ إلى الله، ولا يُنكِر هذا إلاَّ مكابرٌ أو جاهل، ومما يؤسَف له أنَّ بَعضَ المنتسِبين للعلم والدعوة ينكِرون "قتالَ الطلب"، ويزعُمون أن القتالَ لم يشرع إلاَّ للدفاع عن بلاد المسلمين، ويظنون أن إثباتَ ذلك يسيءُ للإسلام، وهم بذلك متأثرون بأطروحاتِ المستشرقين وأتباعِهم من تلاميذ المدرسة العقلية.
الثالث: ما حَصَل من البابا دليلٌ صريحٌ على فَشل مشروع "الحوار بين الإسلام والنصرانية، والدعوة إلى تقارب الأديان"، ودعوى "الحوار بين الأديان" عملٌ باطلٌ لا أصلَ له في الشرع، وهو ممتنعٌ شرعًا وواقعًا، وقام