فلَنَحْنُ أوسطُ أمَّةٍ وقفتْ عَلَى … مِنهاج خالقِها وقوفَ الصَّامِدِ
إنا لنؤمنُ بالمسيحِ ورفعِهِ … ونزولهِ فينا نزولَ الرائدِ
فَعَلَامَ تَصْدُمُنا بِشَرِّ بِضاعةٍ … معروضةٍ في سوق وَهْمٍ كاسدِ؟
أنْسَاكَ تثليثُ العقيدةِ خالقًا … فردًا يتوقُ إليه قلبُ العابدِ
أبْدَيْت بغضاءَ الفؤادِ ورُبَّمَا … أخفيت منها ألف عقدةِ عاقدِ
أتراكَ تُدْرِكُ سوءَ ما أحْدَثْتَهُ … مما اقترفت مِن الحديث الباردِ؟
عجبًا لعقلكَ كيف خانَك وعْيُهُ … حتى أسأت إلى النبيِّ القائدِ؟
هذا محمد، أيها البابا، أما … يكفي من الإنجيلِ أقربُ شاهدِ؟
بقدومِهِ هتفَ المسيحُ مُبَشِّرًا … بشرى بموعود لأعظمِ واعدِ
قامتْ عليكَ الحُجَّةُ الكبرى فلا … تُشْعِل بها نيرانَ جَمْرٍ خامدِ
إنْ كانَ هذا قوْلَ مرشدِ قومِهِ … فينا، فكيف بجاهلٍ ومعانِدِ؟
ما قيمةُ التَّاج المرصَّع حينما … يُطوَى على وَهمٍ ورأيٍ فاسدِ
يا أيها البابا .. لدينا حُجَّةٌ … كالشمس أكبرُ من جحودِ الجاحدِ
مليارُنا حَيُّ الضميرِ وإنْ تكنْ … عصفتْ به منكم رياحُ مَكايد
قعدَتْ بأمَّتِنِا الخطوبُ ولنْ تَرَوْا … منها إذا انتفضَتْ تخاذُلَ قاعِدِ (١)
* * *
(١) للدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي -مجلة الأسرة العربية- العدد ٢٩٤٢ - (ص ١٠) ٩ من رمضان ١٤٢٧ هـ-٢/ ١٠/ ٢٠٠٦ م.