أن عُرِضَت في ألمانيا في ديسمبر ٢٠٠٣، وأثارت حينَها رُدودَ فعلٍ قويةً لدى الجمهور، وكان يُفتَرض أن يُعادَ عَرضُها في ٥ و ٨ و ١٥ و ١٨ نوفمبر.
وهو عَرضٌ يقومُ على الفِكرِ الإلحاديِّ الذي يَعتمدُ هنا على عبارة "نيتشه"(١) الفَلسفيةِ الشهيرة "إنَّ اللهَ قد مات" التي أراد أن يَجعلَها عنوانًا لفسلفته التي لا تعترفُ إلاَّ بالحسيَّاتِ وفَقَط بالبشر، وبأنهم هم وحدَهم الموجودون في العالَم، وهنا تَسيرُ التفاصيلُ على جَلْبِ مَلِك "كريت""أدومينيو" رموزَ جميع الأديان- ومنهم الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - وسيدُنا عيسى عليه السلام-، بل وكذلك "بوذا" و"بوزيدون" -إله البحر عند الإغريق-، ثم قَطْعَ رقابِهم، ووَضْعَ كلّ واحدةٍ منها على كُرسيٍّ من الكراسيِّ لِيثُبِتَ أنه انتَصَر على جميع الأنبياء والمُصلِحين، بل حتى على فكرةِ الإله ذاتها!.
لذا فكان طبيعيًّا أن يؤدِّي عَرضُ هذه الأوبرا إلى غَضَبٍ عارمٍ في العالَم الإسلاميِّ بأسره، حيث إنها تُصوِّر عمليةَ قطعِ رقبةِ الرسول - صلى الله عليه وسلم -وكذلك سيدنا عيسى- بصورةٍ لا يُمكن لأحدٍ تحمُّلُها، بل وهناك مشاهدُ لبطلِ العَرضِ يُمسِكُ بالرقبةِ والدماء تنسالُ منها.
وبعد إلغاءِ العرضِ، ثارت ضجَّةٌ من السياسيِّين الألمان -وبالذات من قِبَل الاتحادِ المسيحي-، فقد انتَقدت المستشارةُ الألمانية "أنجيلا ميركل" زعيمةُ الاتحاد المسيحيِّ ذلك قائلةً: "علينا أن نتنبَّهَ وألا نتراجعَ أمامَ التخويفِ الذي يَقفُ وراءَه إسلاميُّون راديكاليون مستعدُّون لارتكابِ أعمالِ عُنفٍ".
بينما وَصَل الأمرُ بالمتحدِّثِ للشؤون الثقافيةِ للكتلةِ البرلمانية للاتحاد