للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُريد غزو العالم" هاجَمَ فيها الإسلامَ بحِدَّةٍ ووَصَمَه فيها بالعنف، وبأنه دينٌ قتاليٌّ، وأنه يَرى الأندلسَ ومنطقةَ البَلْقان وجنوبَ إيطاليا والجُزُرَ اليونانيةَ كلَّها باعتبارها مستعمراتٍ إسلاميةً سابقةً، وأنها يجبُ أن تعودُ إلى حِصنِ الإسلام، وأن هَدَفَ المسلمين غَزوُ العالَم بأسره، وتدميرُ دارِ الحرب، والتعويلُ على ذلك بالحربِ والعنفِ، بل وَصَلَ به الأمرُ إلى الدفاع بقوةٍ عن الحروب الصليبيَّةِ، مؤكدًا أن البابا "أوربان الثاني" كان حِينَها على حَقٍّ، وأن هذه الحروبَ تمَّت إمَّا لمساعدةِ المسيحيين المُضْطَهَدين، وإما التحرير الأماكن المقدَّسةِ في فلسطين، أو لحمايةِ المسيحيين من الأطماع الإسلاميةِ، بل إنه تَكلَّم -حتى وعلى عكسِ ما هو ثابتٌ تاريخيًّا- عمَّا أسماه تميُّزًا واضطهادًا من المسلمين تُجاهَ المسيحيين واليهود.

ثم وَصَل الأمر بـ "فليج" إلى انتقادِ الإسلام بكلّ قوَّةِ ودعم مَن أسماهم "بالمثقَّفين الإسلاميين" مِن أتْباع الغرب، ليختمَ مقاله قائِلاً: "إن من يَستمرُّ في بَثِّ الأساطيرِ عن التسامح الإسلاميِّ، يَحُولُ دونَ قيام المثقَّفينِ الإسلاميين بأيِّ إصلاحٍ للإسلام" (١).

وبعدَها بثلاثةِ أيام فقط -يوم ١٩ سبتمبر- كان مقالُ "روبير ريديكيه" في صحيفةِ "لوفيجارو الفرنسية".

* {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ}:

إنَّ مَن يُهاجمون النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لا يَجهَلون مَن هو، بل يَعرفونه حقَّ


(١) "جريدة الأسبوع" (٤٩٧) - نفس المقال السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>