تُقَنَّنَ وتُضبَطَ ضِمنَ قِيَم وقواعدِ المجتمعاتِ الإسلامية.
أما الغربُ، فهو يريدُ أن يتخلَّص الناسُ -وخصوصًا هذه الأمة- من تلك العواطفِ الجيَّاشة .. حبًّا كانت أم كراهيةً .. فكلاً منهما يساعدُ على تقويةِ النقيض .. فمَن يُحِبُّ بشدةٍ -حتى وإنِ انضبط بمعاييرِ الشرع- يمكنُ أن يَكرَهَ أيضًا بشدَّةٍ ضمنَ نفسِ المعايير والضوابط، هناك في الغرب مَن يريدُ تركيعَ البشريةِ حتى لا يَكرهَ أفعالَه أحدٌ، حتى وإنْ قَتل وعذَّب واستَهزأ وهَيْمَنَ وسيطر .. لا بد إذن أن يُقيَّدَ ويُحجَّمَ الحُبُّ .. وأن تُقتلَ مشاعر البغض ..
ليس هناك من تدريبٍ أفضلُ على قتلِ العاطفةِ لهذهِ الأمة مِن أن يُستهزاءِ بخيرِ خَلقِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وأن تُمنعَ الأمةُ من التعبيرِ عن غضبِها من الاستهزاءِ أو حبِّها للنبي - صلى الله عليه وسلم -، الغربُ يريدُ أن يُطوِّعَنا أن نَقبلَ أن يُهانَ أغلى مَن نُحبُّ، وأن نَمتنعَ عن إظهارِ العاطفة .. وبالتالي سنمتنعُ إيضًا تلقائيًّا -في ظنهم- عن بُغضِ أفعالهم.
لن تَنجحَ محاولةُ تدريبِ الأمةِ -أفرادًا وجماعاتٍ- على أن نَنسى العاطفة .. ولن يُفلحَ مَن يُحاولُ أن يَكبِتَ طاقاتِ المحبين، قد يكونُ المطلوبُ -للبعض في الغرب- أن تَفقِدَ الاُمةُ ثِقَتَها في نفسها .. وفي قيمةِ العاطفة .. وبالتالى تَلْفِظُ الحبَّ والكُرْهَ معًا .. وتتحولُ إلى كائنٍ مُطيعٍ ينضمُّ إلى القافلةِ المتحركةِ نحوَ نهايةِ التاريخ عندما ينتصرُ الغرب، ولكنني أشك في إمكانيةِ حدوثِ ذلك، إننا أمامَ معركةِ المستقبل بين العواطفِ والمصالح .. بين الإنسانِ والآلة .. بين سيادةِ القلبِ أم هَيمنةِ العقل .. مِن