للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٠٠٠، ٣١) نَفْسى في النار و (٠٠٠، ٢٩٠) عقوبةٍ تلي الإعدام".

أما عن عقوبة الإلقاء في النار، فقد أُقيمت محارقُ عدَّةٌ في الميادين العامةِ بالمدن الكبيرة، وكانت تنُظمُ لها مهرجاناتٌ واحتفالات، يَشهَدُها الأحبارُ وأبناءُ الكنيسة والملوكُ أحيانًا، كأنها أعيادٌ يَطرَبُ لها الناس، ولا يَجِدُون في مناظِرها ما يدعُو إلى الضِّيق والاشمئزاز" (١).

ومِن آلاتِ التعذيبِ عند هؤلاء الصليبيينَ -الذين نُزِعت من قلوبهم الرحمة، فلم تَبْقَ منها ذرةٌ واحدة في صدورهم، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُنزع الرحمةُ إلاَّ مِن شَقِيًّ" (٢) فمن وسائل تعذيبهم: غُرفٌ صغيرة في حجم الإنسان، بعضُها رأسي، وبعضُها أُفقِي، كانت مُخَصصةً للسجناء يَقضُون فيها حياتَهم إلى الممات، ثم تبقى الجثثُ في سِجنها الضيَّق حتى تَبلَى ويتساقَطَ اللحمُ عن العظم، وتبقى الهياكلُ البشريةُ في أغلالها سجينةً.

° ومن آلاتِ التعذيب عند هؤلاء الوحوش اَلةٌ تُسمَى "السيدة الجميلة"، وهي عبارةٌ عن تابوتٍ تنامُ فيه صورةُ فتاة جميلةٍ مصنوعةٍ على هيئة الاستعداد لعناق من يَنامُ معها، وقد بَرزت من أعضائها سكاكينُ حادةٌ، كانوا يَطرحون الشاب المعذبَ فوقَ الصورة، ثم يُطبِقُون عليه بابَ


(١) "الاضطهاد الديني في المسيحية" (ص ٤٠) لتوفيق الطويل- الزهراء للإعلام العربي القاهرة.
(٢) صحيح: رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن حبان، والحاكم في "المستدرك" عن أبي هريرة، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" رقم (٧٤٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>